منذ أعوام طويلة والمسابقات السعودية تعاني من ضعف الحكام المحليين وتخبطاتهم التي دائماً ماتحضر في المواجهات الكبيرة والحساسة والتي يظهرون فيها مشدودي الأعصاب ومتشنجين بسبب الضغوطات التي يتعرضون لها خارج الملعب وربما الإعلام الرياضي يتحمل جزءاً كبيراً من "إرهاب" الحكام، الحكام السعوديون يديرون المواجهات الخارجية بثقة وثبات وقلما نجدهم يخطئون عكس ماهم عليه في المباريات المحلية. يجب أن تستعين لجنة الحكام بحكم أجنبي في المواجهات الكبيرة حتى لو رفض المستضيف الحكم الدولي خليل جلال عكس صورة مشرفة للحكم السعودي عندما شارك في نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا وحصل على أعلى تقييم للحكام بعد قيادته لمواجهتين صعبتين كانت إحداهما بين تشيلي وسويسرا والثانية جمعت فرنسا بالمكسيك، وكان قاب قوسين أو أدنى من قيادة النهائي الحلم الذي كان بين اسبانيا وهولندا، في كأس العالم لم يتعرض جلال لضغط إعلامي ولم يتعرض لسب وشتم كما يحدث في معظم الأحيان مع حكامنا المحليين، لذلك كانت له بصمة واضحة في المونديال وحصل على تقييم 9,5 من عشرة والذي لم يحصل عليه أي حكم في المونديال ذاته، فيما نجده يفشل في قيادة الكثير من المواجهات المحلية بسبب الضغط الرهيب الذي يتعرض له إعلامياً وجماهيرياً. مرعي عواجي أعاد لنا جزءاً من الثقة التي فقدناها في حكامنا وجعلنا نشعر بالارتياح عندما نراه يدير أي مواجهة حساسة، بعد اختياره في العام الماضي لقيادة نهائي كأس الملك والذي نجح فيه على رغم حساسية المباراة وكل الظروف التي أحاطت بالحكم ولجنة الحكام، حتى شعرنا أنه لايبالي ولايتأثر بأي ضغط إعلامي، لكنه ظهر بمستوى هزيل في قمة الجولة ال12 عندما أدار ال"دربي" الذي جمع النصر بالشباب في استاد الأمير فيصل بن فهد وكأنه يقول لنا "استعينوا بالحكم الأجنبي فلا طاقة لنا بمواجهة إرهابكم الإعلامي وجماهيركم المتشنجة"، عندما أجهض فرحة الشبابيون الذين تغلبوا على النقص والظروف وأحكموا قبضتهم على النصراويين واعتقدوا أنهم اقتربوا من المتصدر والوصيف وعادوا إلى المنافسة. عواجي ظهر في العديد من اللقطات قريباً من أماكن حدوث الخطأ، لكنه لم يملك الجرأة لإطلاق صافرته ليوقف اللعب نظراً للارتباك الذي كان يشعر به وخوفه من الإعلام والجماهير فيما لو كان مخطئاً، ولسان حاله يقول "فكنا من شرهم". لا ملامة على العواجي وزملائه، فلا طاقة لهم بمواجهة مايحدث خارج الملعب من ضغوطات لاتستطيع الجبال تحملها، ويجب علينا معاقبة من يوجهون سهامهم إلى حكامنا من خارج الملعب حتى نعيد الثقة إليهم. حكامنا السعوديون لاينقصهم سوى الثقة والجرأة التي يمتلكها الحكام الأجانب، دون التأثر بما يصدر من الإعلام أو المشجعين، والأخطاء تحدث في أقوى المسابقات في العالم، والدوري الإيطالي الذي يعد الأقوى والأشد منافسة في العالم إلى وقت قريب ربما كان الأكثر تخبطاً في التحكيم، لكن حكامهم يجدون من يحميهم ويدافع عنهم والاتحادات الأوروبية قوية وتعاقب كل من يسيء لحكامها، حتى وإن كان ممن يملكون "النفوذ". مادام التحكيم على وضعه والحكام لايستطيعون إدارة المواجهات الكبيرة، فعلى عمر المهنا وزملائه أن يقرروا الاستعانة بالحكام الأجانب في المواجهات القوية دون أن يطلب النادي المستضيف ذلك لرفع الحرج عن حكامهم وإخلاء مسؤوليتهم من الكوارث التي ربما تحدث مستقبلاً. أجزم أن جميع الفرق استفادت من التحكيم بشكل أو بآخر، ولا توجد مباراة إلا ويحدث بها أخطاء متفاوتة في حجمها وتأثيرها.