يهوى البعض اقتناء الأرقام المميزة، ولكن أحيانا يتخطى الأمر حدود المعقول، ليصل إلى التعلق الكامل، حيث يتمسك الكثيرون بالأرقام المميزة، حتى لو كلفت هذه الهواية دفعهم لمبالغ قد تصل للملايين. يقول أحمد رأفت (طالب جامعي) إن الشباب هم الأكثر هوسا باقتناء الأرقام المميزة، مضيفا أنه يحرص على شراء أرقام شرائح جوالاته المميزة، ويرى أن رقم الجوال المتميز يجلب له احترام متلقي اتصالاته، فأي رقم مميز يجلب لصاحبه التقدير حسب رأيه. ويتفق معه في ذات الهواية عثمان الشيمي ، ويقول إن هواية جمعه للأرقام المميزة بدأت بجمع ورق النقود، فهو من سكان مكة، ويعمل في موسم الحج في توصيل حجاج من مختلف الجنسيات، وهو يهوى اقتناء أرقام الجوالات المميزة، كذلك يحرص على رقم السيارة المميز. وتقول نورة الأحمدي "رقم الموبايل المميز صورة لرقي صاحبه، وعليه فإن الناس يكنون قدرا أكبر من الاحترام للشخص صاحب الرقم المميز، وتتساءل نوف الراجحي قائلة "ما المانع في اقتناء الفرد رقما مميزا؟"، وتضيف أنها أصرت على ان يكون رقم سيارتها التي أهداها لها والدها كهدية بعد تخرجها من الثانوية برقم مميز، أولا كونها تدرس بجامعة أهلية، وجميع زميلاتها من ذوي الجاه والثراء، وهي من وجهة نظرها لا تقل عنهن، وتشعر حين تقترب من سيارتها أن الجميع ينظرون لها بود واحترام، ويقدرون تميز سيارتها بالرقم المميز الذي تحمله، وهذا يعطيها فخرا لا حدود له، ويرفع هيبتها بين الزميلات. ويصف ابراهيم العلي حمى اقتناء الأرقام المميزة، مشيرا إلى أنها تبدأ من اقتناء الأثرياء للوحات السيارات ذوات الأرقام المميزة، إلى شراء شرائح أجهزة الهواتف ذات الأرقام المميزة، حتى بلغ حد التنافس بين شباب اليوم استعدادهم لشراء جهاز البلاك بيري ذي الرقم المميز بمبالغ كبيرة قد تصل ل 10 آلاف ريال. ويؤكد إبراهيم أنه استطاع في وقت سابق اقتناء ثلاثة أجهزة نقالة ذات أرقام مميزة، ومن ثم قام ببيعها بأسعار أعلى من قيمتها السابقة، وبحسب كلامه أن هذا لزوم "الكشخة" ولجذب الفتيات، حيث يلفت صاحب الرقم المميز الانتباه في كل مكان. أما أم عبد الله فتقول "للرقم المميز ذكرى في حياتي، فيوم زواجي أهداني زوجي طاقم ذهب قيمته 50 ألف ريال، لذا أعشق هذا الرقم إلى حد كبير، حتى إنني حرصت على شراء هاتفي المحمول برقم أول أرقامه 505050 ، وهذا كلفني أكثر من 12 ألف ريال، ولا أعير هذا المبلغ أي أهمية طالما أستخدم جهازي وأنا مرتاحة النفس". ويقول المدير التنفيذي لإحدى شركات بيع الجوالات بشير الحداد إن الطلب الكبير على الأجهزة ذات الأرقام المميزة يجعل الوكلاء مهتمين باستيرادها بكميات كبيرة، لافتا الى أن المشترين في السابق كانوا يهتمون باقتناء الأجهزة ذات الجودة العالية، أما في الوقت الحالي فكل ما يهم المشتري الرقم المميز، حتى لوكلفه هذا المال والانتظار". ويعلق الاستشاري النفسي الدكتور علي زائري على هواية اقتناء الأرقام المميزة فيقول "لا أوافق على هذه الظاهرة، والتي انتشرت سريعا مع بروز التقنيات الحديثة في عالمنا العربي، وكثيرا ما شاهدنا معارك بين الشباب قد تصل الي حد التعارك فيما بينهم على شراء لوحة سيارة مميزة". وحول تفسيره لهذه الظاهرة يقول "هذا التنافس لايعد غرورا بقدر ما هو تفريغ لرغبة داخلية للشخص، فالفرد المقتني للرقم المميز يشعر بطاقة الفوز والانتصار بفوزه برقم مميز يهواه ومن وجهة نظره". ويرى الدكتور زائري أن تلك التغيرات قد تختفي مع بلوغ الشخص سن الرشد، فغالبية المندفعين لمثل تلك الاقتناءات من الشباب، موضحا أنه لا يعتبر أي شخص يهوى الاحتفاظ بأرقام مميزة مريضا نفسيا، مشددا على دور الأهل في توعية الأبناء بإعطائهم إرشادات نفسية وعلمية للحد من تلك الظاهرة، والتأكيد ان هناك أولويات أهم من هذه الشكليات. ويرى محمد الألمعي (جامعي) أن "شباب هذه الأيام يسعى دائما إلي التقليد، سواء في شراء الأرقام المميزة، أو تصميم الملابس، وحتى في شراء المنازل، فنحن العرب نهوى التقليد" مشيرا إلى أنه يحتفظ بعدد من شرائح الجوال المميزة للتباهي، ومجاراة لأصدقائه وزملائه في الجامعة. ويوضح رجل الأعمال محمد العوفي أن بعض النصابين يعمدون إلي شراء أرقام هاتفية مميزة لكي يستخدموها في الاحتيال، وليس من الضروري برأيه أن يميز الرقم صاحبه. وأشار إلى أن بعض المحتالين الذين يرغبون في مساهمات مالية يحملون أرقاما مميزة، وهم محترفو احتيال ونصب، ويظهر هذا من ارتدائهم أغلى الملابس، حيث يحكم قبضته باكتمال عدة النصب ومنها حمل أغلى الهواتف بأرقام مميزة.