عبّر المشاركون في المؤتمر العالمي الإسلامي الثالث للإعلام في جاكرتا عن تقديرهم للجهود التي تبذلها المملكة وإندونيسيا في النهوض بالإعلام الإسلامي وتطويره وترسيخه. وكان المؤتمر الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الاندونيسية قد عَقد أمس آخر جلساته تحت رعاية رئيس جمهورية إندونيسيا سوسيلو بامبنج يودويونو. وتم النقاش في الجلسة عن الإعلام والمجتمع وشدد المشاركون في المؤتمر على أهمية تأصيل قيم التسامح والعيش المشترك ومبادئ الحوار واحترام الأديان في وسائل الإعلام كافة وترسيخ ثقافة الحوار والشورى والشفافية ومكافحة الفساد واستغلال النفوذ. وأوصى المشاركون بضرورة مراعاة العلاقة التبادلية والتكاملية المشتركة بين الإعلام والمجتمع عند صياغة الاستراتيجيات والسياسات الإعلامية والدعوة إلى تطبيق نموذج صحافة السلام في المجتمعات الإسلامية المضطربة بشكل خاص ودعوة البنوك ومؤسسات التمويل الإسلامي إلى الاستثمار في المشروعات الإعلامية والتنمية البشرية والثقافية في البلدان الإسلامية ودعم الأقليات المسلمة في مجال الإعلام. جانب من الحضور ودعوا إلى العمل على تضمين المناهج في المدارس والجامعات والجمعيات والمنظمات المعنية قضايا الإعلام الإلكتروني فيما يتعلق بمسألة الأمن والخصوصية والجرائم المعلوماتية. ونوه المشاركون بالجهود الإعلامية الإيجابية الملموسة في مجتمعات الأقليات المسلمة، بما في ذلك مواقع نشر الدعوة الإسلامية وحث الهيئة الإسلامية العالمية للإعلام على إنشاء معهد إعلامي للبحوث والتدريب يكون من مهامه إعداد قاعدة بيانات للإعلاميين المسلمين على المستويات الإقليمية والعالمية والأقليّات ورصد ما يصدر من برامج وكتابات صحافية ومؤلفات تهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمجتمعات المسلمة. وشدد المشاركون على العناية بميثاق الشرف الإعلامي الصادر عن المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي، ونشره وتداوله وتضمينه مناهج أقسام الإعلام بالجامعات، وعقد الحوارات حوله، حتى تصبح مواده وقواعده معروفة عند العاملين في وسائل الإعلام ونشر ثقافة حقوق الملكية الفكرية في الأوساط الرسمية والأهلية. وأوصى المشاركون بالتواصل مع وزارات الثقافة والإعلام والشؤون الإسلامية والهيئات والمؤسسات الدعوية والجامعات والتعاون معها في إعداد برامج مشتركة تعزز وظيفة الإعلام الإسلامي ووضع برنامج مستمر لتنظيم مناشط وندوات وملتقيات إعلامية في مجتمعات الأقليات المسلمة لمواجهة الحملات الإعلامية التي تستهدف الإسلام ورموزه. الاهدل يلقي البيان الختامي وأشاد المشاركون بالتطور الذي حصل في وكالة الأنباء الإسلامية منذ المؤتمر العالمي الإسلامي الثاني للإعلام الذي دعا إلى تعزيز دور الوكالة ودعوا إلى مواصلة تقديم الدعم لها، وفقا لقرارات وزراء الدول الإسلامية. وأثنوا على جهود وزراء الثقافة والإعلام في الدول الإسلامية، في دعم ما يخدم الإعلام ودعوا إلى مزيد من التعاون بين رابطة العالم الإسلامي ومجلس وزراء الإعلام في الدول الإسلامية، ومختلف الجهات الرسمية والشعبية المختصة بالإعلام. واستنكر المشاركون ما يحدث في ميانمار من تمييز وإبادة منظّمة للمسلمين المواطنين في بلادهم، وما يحدث في سوريا من إبادة وتهجير وتدمير، يتحمل مسؤوليته النظام السوري والمجتمع الدولي. وشاركت في المؤتمر نخبة من العلماء والباحثين والخبراء والإعلاميين في الأمة الإسلامية، وبحث المؤتمر العلاقة التكاملية بين الإعلام والمجتمع. وقد حضر حفل الاختتام الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ووزير الشؤون الدينية بجمهورية اندونيسيا الدكتور سوريا دارما علي وسفير المملكة لدى إندونيسيا مصطفى المبارك.