أصدر المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية الاندونيسية "بلاغ جاكرتا" أهاب فيه بحكومات الدول الإسلامية ومؤسسات الإعلام فيها والإعلاميين المسلمين ومؤسسات الدعوة والعمل الإسلامي أن تتعاون ضمن آليات عمل مشتركة للنهوض بالإعلام الإسلامي، ودعمه بما يحقق أهدافه ويحافظ على شرف مواثيقه، وينجز أهدافه الإسلامية والإنسانية، وأوصى بدعوة وسائل الإعلام في الأمة الإسلامية لمساندة جهود الحوار مع مختلف الثقافات وأتباع الديانات والحضارات، ومد جسور التواصل معها وإيجاد البرامج التي تؤدي تلك المهمات، واستلهام المنهاج الإسلامي في التواصل والحوار مع غير المسلمين.. ودعوة وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية بخاصة، وفي دول العالم كافة، إلى استثمار الطاقات الإعلامية السلمية المعروفة حديثاً بتعبير (القوة الناعمة) في التواصل مع الثقافات الأخرى، وتوظيفها وتنميتها، للتفاهم في مجال السياسة الدولية وحل النزاعات بين الأمم والشعوب بالطرق السلمية. وناشد المؤتمر دول العالم كافة التصدي لكل ما من شأنه المساس بالرسالات الإلهية، والرسل عليهم الصلاة والسلام، وضبط حرية التعبير المؤدية إلى الانزلاق والتفسخ وإفساد أخلاق النشء. ودعا إلى إيجاد وسائل تحقق التنسيق بين المؤسسات الإعلامية في العالم الإسلامي، والاستفادة البينية بين دوله في تبادل الخبرات واستثمار ما تملكه بعض الدول الإسلامية من تكنولوجيا متقدمة في مجال الاتصال والمعلومات. وذكّر المؤتمر بأهمية الإعلام في ترسيخ قيم الأمن والتكامل في المجتمعات الإسلامية بين الجهات الرسمية والشعبية، ودوره في مواجهة التطرف والغلو والفتن والإرهاب. جانب من المؤتمر كما حث على العمل على تطوير مناهج كليات الإعلام في العالم الإسلامي، لمتابعة التطورات المتلاحقة في مجال الإعلام، بما في ذلك توفير المعامل والمعدات التي يحتاج إليها الطالب لتطبيق ما يتلقى من نظريات، وبما ييسر للمتخرجين التعامل مع ما ينتجه العالم اليوم من مخرجات تقنية إعلامية. وحث الهيئات والمؤسسات في دول العالم الإسلامي على الاستفادة الصحيحة من وسائل الإعلام الجديدة بالوجود الفعلي فيها، والتفاعل النشط مع مستخدميها. وطالب بالتركيز في توعية الشباب بما يحقق أفضل استفادة من هذه الوسائل، بحسن استخدامها وتحصينهم من سلبياتها. وتأكيد التعاون بين رابطة العالم الإسلامي ووزارات الإعلام والثقافة ومؤسسات الإعلام في الدول الإسلامية، ودعوة وزراء الإعلام والمسئولين إلى تبني توصيات هذا المؤتمر. ووجه المشاركون في المؤتمر الشكر والتقدير لجمهورية إندونيسيا، على استضافة المؤتمر ولفخامة الرئيس سوسيلو بامبنج هو يونو، على رعايته للمؤتمر، كما شكروا معالي وزير الشؤون الدينية الإندونيسي الدكتور سوريا دارما ومعاونيه، وأعربوا عن تقديرهم لرابطة العالم الإسلامي على ما تقدمه للمسلمين، وعلى عنايتها بالإعلام والثقافة الإسلامية، ودعوا إلى استمرار التواصل والتعاون بين الرابطة ووزارة الشؤون الدينية في إندونيسيا في إنجاز البرامج الإسلامية المشتركة. وطلب المشاركون من معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رفع برقية شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود عرفاناً بما تقدمه المملكة من خدمة للإسلام والمسلمين، ورعايته للحرمين الشريفين والحجاج والعمار، ودعم للرابطة والعمل الإسلامي الرشيد. ميثاق الشرف الاعلامي كما أصدر المؤتمر العالمي الثاني للإعلام الإسلامي ميثاق الشرف الإعلامي للمؤسسات الإعلامية ووسائل الاتصال وذلك حفاظاً على الواجب الإعلامي وسمو أهدافه وشرف المهنة وتقاليدها. حيث اقرّ الإعلاميون المسلمون المبادئ العامة وأخلاقيات العمل الإعلامي، في هذه الوثيقة وأعلنوا التزامها، وذلك وفق مبادئ وأهداف عامة للإعلام الإسلامي لترسيخ الإيمان بقيم الإسلام ومبادئه الخلقية، ورسالته الرحيمة العالمية وصون الهوية الإسلامية من التأثيرات السلبية للعولمة والتغريب والحفاظ على عقيدة الأمة من أي اعتداء، والحفاظ على سلامة المجتمع المسلم ونسيجه الاجتماعي، والعمل على تحقيق التوازن في الشخصية الإسلامية، وتأكيد الحكمة في خطابها للآخرين وتقديم الحقيقة خالصة في حدود الآداب والضوابط الشرعية وكفالة الحرية المسئولة والمنضبطة بضوابط الشرع بوصفها حقاً شرعياً لا يجوز المساس به ولا انتهاكه. كما تؤكد هذه الوثيقة حق التعبير في حدود الضوابط الشرعية والمعايير النظامية ومصالح الأمة، وحق الإطلاع على المعلومات والوصول إليها بالطرائق الصحيحة، وتأمين هذا الحق وتنظيمه بإصدار الأنظمة اللازمة وتوفير البيئة الصالحة لأداء الأعمال وإنجاز المهمات، في أوقات الأزمات، بما في ذلك الحماية المقرّة دولياً للأشخاص المدنيين. ودعت الوثيقة إلى القيام بالواجبات والمسؤوليات للتعريف بالإسلام وبقضايا الأمة الإسلامية والإسهام في الدعوة إلى الله، وتشجيع الشعوب الإسلامية على التعارف فيما بينها، وعلى التعارف مع الآخرين والاهتمام بتراث الإسلام وتاريخه وحضارته، والعناية باللغة العربية والحرص على سلامتها، والعمل على نشرها بين المسلمين لكونها لغة القرآن الكريم والسنة النبوية والعبادات والتزام الإسلام كما أمر الله سبحانه.