كشف محامي أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أن الخبراء الفرنسيين الذين استنتجوا أن الزعيم الراحل مات لأسباب طبيعية ولم يمت مسموماً عثروا أيضا على معدلات عالية بصورة غير طبيعية من مادة البولونيوم المشعة في العينات التي تم أخذها من رفاته. وقال المحامي بيار أوليفييه سور لإذاعة "فرانس إنتر" إن الاختبارات الفرنسية للعينات التي جرى استخراجها من رفات عرفات كشفت عن وجود مستويات تصل أحيانا إلى 20 مرة وأحيانا 40 مرة ضعف المعدلات الطبيعية للبولونيوم- 210، وهو الاكتشاف الذي يعزز نتائج الاختبارات التي أجريت بصورة منفصلة في سويسرا. وأوضح أنه على عكس ما خلص إليه العلماء السويسريون من أن النتائج تدعم بصورة "متوسطة" افتراض موت عرفات مسموماً فإن الاختبارات الفرنسية خلصت إلى أن البولونيوم مصدره الهواء الذي يحيط بجثة متحللة. وقال إن فريقي الخبراء توصلا إلى تقييمات متشابهة ولكنهما خلصا إلى نتائج متناقضة تماما. وأظهرت السجلات الطبية أنه توفي جراء إصابته بنزيف في المخ، لكنها فشلت في تفسير سبب حدوث ذلك، أو سبب تدهور حالته بسرعة بعد إصابته بآلام غامضة في المعدة. وقالت سها عرفات الثلاثاء إنها "ذهلت" من النتائج المتناقضة للاختبارات الفرنسية والسويسرية. الى ذلك قال مسؤول في حركة "فتح" أمس الأربعاء إن القيادة الفلسطينية لم تتسلم نتائج التحقيقات الفرنسية. وقال عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إن الجهات الفرنسية الرسمية "لم ترسل أي نتائج رسمية للسلطة الفلسطينية وفق ما كان مقررا بذلك". واعتبر الأحمد أن ما تردد في وسائل الإعلام بشأن ما أفضت إليه التحقيقات الفرنسية من أن عرفات لم يتعرض للسم "لا يختلف عن التقرير الطبي الفرنسي الأول" عند وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل. وقال إن التقرير الفرنسي الأول عند الوفاة لم يحدد سببا مباشرا لموت عرفات، بل أشار بطريقة غير مباشرة إلى أن هناك سببا مجهولا غير معلوم "وكأنه يشير إلى أن الرئيس الراحل تعرض لحالة تسمم". وأضاف الأحمد أن القيادة الفلسطينية "تجري اتصالات رسمية على أعلى المستويات وتتابع عبر القنوات الرسمية التحقق مما صدر من أخبار بشأن نتائج التحقيقات الفرنسية".