يقول فريق من العلماء الفرنسيين يبحث في أسباب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 2004، إنه على الأغلب توفي من جراء أسباب طبيعية، بحسب تقرير سرب إلى وسائل الإعلام الفرنسية. وخلص العلماء في تقريرهم إلى أن عرفات توفي عقب "إصابته ب"التهاب عام". وكان تقرير سابق أصدره علماء سويسريون قد قال إن الاختبارات التي أجريت على الجثة أظهرت "مستوى نشاط عال وغير متوقع" لمادة البولونيوم. وتؤيد هذه النتيجة "نوعا ما" النظرية التي يعتقد فيها كثير من الفلسطينيين، وهي أن عرفات مات مسموما، بحسب ما قال التقرير. وتفيد التقارير الطبية الرسمية لعرفات أنه مات في عام 2004 بسبب جلطة نتجت عن اضطراب في الدم. ولم يتمكن الأطباء الفرنسيون حينذاك من تحديد سبب هذا الاضطراب. وكانت جثة عرفات قد استخرجت لإجراء بعض الاختبارات عليها العام الماضي وسط ادعاءات متواصلة بأنه قتل. واتهم كثير من الفلسطينيين إسرائيل بأنها وراء موته، وهذا أمر لا تزال إسرائيل تنفيه. وفي شهر يوليو/تموز 2012، أشار برنامج وثائقي بثته قناة الجزيرة إلى أن العلماء في معهد الفيزياء الإشعاعية السويسري عثروا على آثار "دالة" على مادة شديدة الإشعاع وسامة في الحاجيات الشخصية التي أعطيت لسها أرملة عرفات عقب وفاته، بما في ذلك كوفيته المعروفة. وطالبت سها عرفات السلطة الفلسطينية بمنح التفويض اللازم لاستخراج رفاته من أجل "كشف الحقيقة". وسمحت السلطة الفلسطينية للمحققين الفرنسيين وفريق من العلماء السويسريين باستخراج الرفات وأخذ عينات للاختبار. كما أرسلت روسيا خبراء، وأرسلت عينات إلى وكالتها الاتحادية للطب والبيولوجيا. ورفعت أرملة عرفات قضية مدنية في باريس، تقول فيها إن زوجها قتل بواسطة مجهول سمته "المدبر X" للجريمة. وبدأ الادعاء الفرنسي تحقيقا في القتل في القضية في أغسطس/آب 2012. وكان خبير في الطب الشرعي قد قال الشهر الماضي إن مستويات البولونيوم التي عثر عليها العلماء السويسريون في رفات عرفات كانت أعلى من 18 إلى 36 ضعفا من المستوى الطبيعي. ولكنهم، مع ذلك، قالوا إن ما توصلوا إليه لا يثبت بما لا يدع مجالا للشك نظرية أن عرفات مات مسموما. وشدد العلماء السويسريون على أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى نتيجة محددة بسبب الوقت الطويل الذي مر منذ وفاة عرفات، وبسبب العينات المحدودة التي كانت متاحة، وبسبب ما حدث من خلط في "سلسلة احتجاز" بعض العينات.