من المتوقع ان تبقي الاوبك على سقف انتاجها (30 مليون برميل يوميا) في اجتماعها القادم في 4 ديسمبر 2013، رغم الفائض في المعروض وتباطؤ الطلب على نفطها الذي من المتوقع ان يكون متوسطه 29.6 مليون برميل يوميا في عام 2014 حسب توقعات خبراء بلوومبيرغ. ولن يكون لاتفاق ايران مع الدول الاوروبية والولايات الامريكية بصدد مفاعلاته النووية وتخفيف الحظر على صادراته النفطية أثر يذكر، لذا لاحظنا تراجع الاسعار عند الخبر قليلا مع بداية الاسبوع الماضي وبسرعة استوعبت اسواق النفط هذا الخبر لتعود الاسعار الى طبيعتها مره ثانية، حيث ارتفع سعر غرب تكساس الى ما فوق 93 دولارا يوم الثلاثاء الماضي قبل ان يتراجع بعد ذلك متأثرا بارتفاع المخزون الامريكي، أما برنت فواصل ارتفاعه الى فوق 110 دولارات لتتسع الفجوة مرة اخرى بين السعرين لأكثر من 18 دولارا بعد ان كان من 2 الى 3 دولارات في اغسطس مع ان سياسات السوق لا تدعم ذلك لكن عدم الاستقرار السياسي في ليبيا التي انخفض إنتاجها من 1.45 مليون برميل يوميا العام الماضي إلى 450 الف برميل يوميا في أكتوبر، مما أدى الى ارتفاع سعر برنت. ولكن مع برودة الطقس في العادة يرتفع الطلب على وقود التدفئة وخاصة في فصل الشتاء فمن المتوقع ان نشهد ارتفاعا بسيطا في الاسعار قريبا. فقد توقعت الاوبك ان يكون متوسط الطلب على نفطها 29.56 مليون برميل يوميا في 2014، بينما توقعت ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان ينمو الطالب العالمي على النفط بمقدار 1.17 مليون برميل يوميا العام القادم يقابله نمو في الامدادات من دول خارج الاوبك بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا أي ان الفائض في المعروض في الاسواق العالمية سيكون مرتفعا ليحد من ارتفاع الاسعار ويمارس ضغوطا على امدادات الاوبك، حيث ان إنتاج النفط الأمريكي سيرتفع من متوسط 7.5 ملايين برميل يوميا في 2013 الى 8.5 ملايين برميل يوميا في 2014. وتباينت توقعات نمو الطلب العالمي على النفط بين ادارة معلومات الطاقة الامريكية ووكالة الطاقة الدولية، حيث قدرت الادارة ان يرتفع الطلب من 90.25 مليون برميل يوميا في 2013 الى 91.39 مليون برميل يوميا في 2014، بينما توقعت الوكالة ان ينمو الطلب من 90.9 مليون برميل يوميا الى 92 مليون برميل يوميا خلال نفس الفترة أي بفارق 610 الف برميل يوميا بينهما، بناء على ارتفاع نمو الاقتصاد العالمي من 3.1% في 2013 الى 3.8% في 2014. فان معظم هذا النمو في الطلب سيكون من الدول الآسيويه وخاصة الصين الذي سيرتفع طلبها من 420 الف برميل في 2013 الى 430 الف برميل يوميا في 2014. فان عودة الانتاج الايراني الذي تراجع في سبتمبر الماضي الى 2.58 مليون برميل يوميا والأقل منذ مايو 1989م وكذلك عودة صادراته التي انخفضت من 2.2 مليون برميل يوميا الى ما يقارب 750 الف مليون برميل حاليا، لن يكون سهلا فمن المتوقع ان ترتفع صادراته بمقدار 500 الف برميل يوميا، لأنها غير قادرة على رفع صادراتها بشكل سريع بعد اغلاق بعض ابارها وما تواجهه من مشاكل اقتصادية مع ارتفاع معروض النفط في الاسواق العالمية وتباطؤ الطلب العالمي. فلن يكون لإيران أي تأثير على قرار الاوبك للاحتفاظ بسقف انتاجها الحالي. ان الاهم ان تتبنى الاوبك استراتيجية توسع في انتاجها بدلا من تقليصه لتكون مغايرة لسلوكها في العقود الماضية بأنها المعنية بتخفيض الانتاج فقط، بل تفكر في رفعه حتى ترسل رسالة قوية الى شركات النفط والمتداولين في الاسواق العالمية بأنها تستطيع ان تنافس من اجل المحافظة على حد أدنى من الايرادات ولن يكون التوسع في انتاج النفط الصخري ومن الابار العميقة ذات التكلفة المرتفعة على حساب استثماراتها في قطاع النفط.