أنهت أسعار النفط العالمية الأسبوع الماضي عند متوسط أسبوعي بلغ 93.30 دولاراً لغرب تكساس و 111.56 دولارا لبرنت مع بقاء متوسط اليورو مقابل الدولار عند 1.32 دولار. أما في نهاية الأسبوع فقد أغلق غرب تكساس متراجعا 35 سنتا الى 93.56 دولارا، بينما تراجع برنت بدولار الى 110.85 مع ارتفاع اليورو/ دولار الى 1.33 دولار عندما قرر البنك الاوروبي عدم تغيير سعر الفائدة. عدة عوامل كان لها تأثير مباشر على ارتفاع الاسعار الاسبوع الماضي من أهمها تخفيض السعودية لإنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يوميا الى ما يقارب 9 ملايين برميل يوميا مع انخفاض الاستهلاك المحلي بعد ذروة الصيف وارتفاع المعروض وضعف نمو الطلب في الاسواق العالمية. فضلا عن تحسن التجارة الخارجية للصين التي ارتفعت بنسبة 14.1% الشهر الماضي عن ما كانت عليه قبل عام متجاوزة توقعات المحللين. رغم ارتفاع المخزون الامريكي التجاري بمقدار 1.3 مليون برميل الأسبوع السابق ليصل الى 361.3 مليون برميل. ومازال هناك قلق حيال الحكومة الصينية بأنها ستتخذ تدابير للحد من التحفيز الاقتصادي بسبب ارتفاع معدل التضخم، حيث أظهرت بيانات يوم الجمعة ان التضخم الصيني ارتفع إلى أعلى مستوى له في ستة أشهر. لكن مازالت الاسعار جيدة عند أسوأ السيناريوهات، حيث توقعت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الشهري قصير الاجل ان يتراجع متوسط سعر برنت من 112 دولارا في 2012 الى 105 دولارات في 2013 والى 99 دولارا في 2014 وذلك بناء على عوامل الطلب والعرض المتوقعة لكن علينا مراعاة تأثير العوامل السياسية في المنطقه على مستقبل الاسعار. كما توقع ان يرتفع المعروض العالمي من النفط بمقدار (1) مليون و 1.7 مليون برميل يوميا في 2013 و 2014 على التوالي، ومعظم هذا المعروض سيأتي من خارج الاوبك. أما الاستهلاك العالمي فمن المتوقع ان ينمو بمقدار 0.9 ألف برميل يوميا في 2013 ليصل الى 90.1 مليون برميل يوميا قبل ان يصل الى 91.5 مليون برميل يوميا في 2014. لكن من الملاحظ ان الفروقات بين سعر غرب تكساس وبرنت قد تقلصت من 18.55 دولارا في بداية الاسبوع الى 17.29 دولارا في نهايته وذلك لقدرة خط الانابيب الجديدة البالغ طاقتها 670 ألف برميل لنقل النفط من مخازن اوكلاهوما الى المصافي في خليج المكسيك. كما توقعت ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان تتقلص فجوة التباين بين سعر غرب تكساس وبرنت والتي بلغ متوسطها 18 دولارا عند سعر متوسط 94 دولارا العام الماضي الى 16 دولارا في 2013 ليصل متوسط غرب تكساس الى 89 والى 8 دولارات في 2014 عند متوسط 91 دولارا. فان تناقص المخزونات في كوشينغ سوف يقلل الفارق بين السعرين بشكل ملحوظ لأن هذه الفجوة في الأسعار جعلت من الصعب استمرار أسعار غرب تكساس كمعيار قياسي فلم يعد يعكس بشكل أفضل أسعار المصافي التي تدفعها مقابل شراء النفط المستورد مع الاخذ في الاعتبار التباين في أسعار برنت الذي يسعر على اساسه ثلثا نفط العالم المتداول في شكله المادي. إن الفجوة بين ما ستنتجه الأوبك وبين الطلب على نفطها سوف يحدد مستوى الأسعار فكلما اقترب الإنتاج من سقف الإنتاج كلما ساهم في بقاء اسعار نايمكس فوق 90 دولارا. فإذا ما حافظ أعضاء الأوبك بدون السعودية على مستوى انتاجهم الحالي 20.8 مليون برميل يوميا، فان السعودية تستطيع على الأقل إنتاج 9.18 ملايين برميل يوميا، ولكنها أنتجت 9.7 ملايين برمل يوميا من إجمالي إنتاج الأوبك البالغ 30.74 مليون برميل يوميا في ديسمبر الماضي. فان زيادة سياسة إنتاج السعودية لموازنة الاسواق العالمية ستحافظ على أسعار النفط في النطاق المستهدف دون إلحاق أي ضرر بالمستهلكين او النمو الاقتصادي العالمي.