تناقلت صحفنا المحلية يوم الجمعة الماضي خبر صدور قرار المحكمة الجزائية في جدة.. فذكرت الصحف أن القرار سابقة تاريخية تقرر السجن ثماني سنوات وتغريم المتهم بدفع مليون ريال.. وهو موظف حسب ما ذكرته الصحف أمين سابق يشغل عمل الوظائف الممتازة، وبالتالي فهو حسب سلوكيات الماضي وطرق التعامل مع فئات التوظيف يتصور نفسه مثل غيره في حصانة التصرف بما يريد.. نحن نعرف جيداً أنها مرّت بنا نماذج أداء وظيفي منذ زمن بعيد، وكان بعض هذه النماذج يعتبر نفسه صاحب حصانة لا يستطيع أحد أن يحاسبه.. البعض أتوا إلى موقع هذه المسؤولية وهم في مستوى قدرات مادية متوسطة، ثم إذا بهم يتحولون إلى كفاءة رجال أعمال تصلهم مصادر دخل لم يتعبوا في مهمة الوصول إليها.. هنا أقصد البعض وليس الكل، حيث نعرف أنه مرّ بمواقع المسؤولية العليا - أي مرتبة وزير وما هو في نوعية صلاحياتها - مَنْ لم يتغير واقعهم المادي قبل جديدهم الوظيفي العالي ثم بعد الخروج منه.. نحن الآن ندخل مرحلة نزاهة عالية يفتح مواقع البروز فيها الرجل التاريخي.. الملك عبدالله.. في تعدد ما حققه من مكاسب ليست سهلة أو بسيطة التناول، ولا هي أيضاً كفاءة محدودة لما يأتي من إصلاح.. نعرف ميزته التاريخية.. أن ما يرد من شواهد ليس مجرد افتراض من ناحية أو اجتهاد من ناحية أخرى، ولكنه جزالة تأسيس وابتكار لمنطلقات انتشار جهود الإصلاح وترسيخ ضرورات المقاصد الإيجابية، ليس عبر واقع تقليدي أو إصلاح يتم رعاية لفئة محدودة.. فما يحدث هو تنوّع اتجاهات التأسيس لتوالي هذه المنطلقات كي يكون هذا المجتمع الذي انطلق من بداوة معزولة، ثم لا ننكر أبداً أنه مرّ بوسائل إصلاح وتطوير وعدالة تعامل جماعية لم تتوفر في أي مجتمع عربي آخر.. ولكن ما يحدث الآن هو أننا نعايش وجاهة فرض تنوّعات الإصلاح الذي هو في واقعه يشمل تعدّد منطلقات تأخذ واقع الحياة الاجتماعية والإدارية والمالية نحو جزالة ما هي عليه الشعوب المتقدمة من نماذج هذا الوصول المثالي الذي لم يتوفّر حضوره في مجتمعات العالم الثالث.. نحن الآن لا نتردد في المقارنة بين أوضاعنا وأوضاع المجتمعات من حولنا بما لنا من تفوق، ولكننا نجزم ونعايش في واقع الأمر جزالة ما أصبحنا به مؤهلين لأن نكون أصحاب عضوية إصلاح وتقدم دولية مع دول في واجهة التقدم..