الاتفاق يتعثر أمام دهوك العراقي في ذهاب نصف نهائي أبطال الخليج    موهبة تعلن اكتشاف 29 ألف موهوب في المملكة    100 مليار ريال أرباح القطاع غير الربحي    أمين الجامعة العربية: السلام خيار العرب الإستراتيجي    المملكة تؤكد التزامها بأحكام اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية    2.8% انخفاض استهلاك الفرد للبنزين    14 تقنية مبتكرة في البيئات الصناعية بالسعودية    مشروع "ورث مصحفًا" يستهدف ضيوف الرحمن بمكة بثمان وعشرين لغة    برعاية خادم الحرمين.. مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية ينطلق بمكة    بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة يطلق المرحلة الثانية من برنامج التمويل بالوكالة    صدارة الاتحاد في منعطف القادسية.. الخلود يلتقي الفتح.. الوحدة أمام الرائد    الاتحاد أكمل تحضيراته    غونزاليس: ندرك قوة الاتحاد    الحكم السعودي"سامي الجريس" ينضم لحكام فيديو النخبة على مستوى قارة آسيا    تركي آل الشيخ وTKO يعلنان عن إطلاق منظمة جديدة للملاكمة بالشراكة مع "صلة"    محافظ الطائف يشارك فرع وزارة الصحة حفل الإفطار الرمضاني    "تعليم الطائف":غداً إيداع أكثر من 4 ملايين ريال في حسابات مديري المدارس    أمير المنطقة الشرقية: كل يتيم في المملكة له أبٌ اسمه سلمان بن عبدالعزيز    أهالي الدوادمي يشاركون في تسمية إحدى الحدائق العامة    نخيل العلا.. واحات غنية تنتج 116 ألف طن من التمور سنويًا    «سلمان للإغاثة» يوزّع 48 سماعة أذن للطلاب ذوي الإعاقة السمعية في محافظة المهرة    أمير حائل يشهد حفل تكريم الفائزين بمسابقة جزاع بن محمد الرضيمان    تحذيرات من كارثة إنسانية في غزة    لغة الفن السعودي تجسد روحانية رمضان    أوروبا تبحث تعزيز قدراتها الدفاعية بعد تعليق الدعم الأمريكي لأوكرانيا    الصين تصعّد سباق التسلح لمواجهة التفوق الأمريكي في آسيا    القادسية والاتحاد قمة مفصلية    انطلاق أعمال مؤتمر بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية    40 جولة لتعطير وتطييب المسجد النبوي    الحرمان الشريفان يفتحان أبواب الاعتكاف إلكترونيًا    كيف نتناول الأدوية في رمضان؟    "مشروع الأمير محمد بن سلمان" يجدد مسجد القلعة    محافظ الخرج يشارك رجال الأمن الإفطار في الميدان    مسؤول روسي: مؤامرة تحاك ضد ترمب في أوروبا    «PIF» و«الصادرات الإيطالية» يوقعان مذكرة ب 3 مليارات دولار    لأول مرة طالبة من تعليم الطائف تتأهل إلى مسابقة آيسف على مستوى المملكة    بماذا رد البيت الأبيض على خطة إعمار غزة؟    «الأسمري» نائباً لرئيس الرقمنة وذكاء الأعمال    ولي العهد مترئساً مجلس الوزراء: نعتز بخدمة الحرمين    مركز الملك سلمان يدشن سلة "إطعام" بإندونيسيا    طارق طلبة مديراً لمكتب «عكاظ» بالقاهرة    تكريم الفائزين بمسابقة الملك سلمان لحفظ القرآن    حائل: القبض على مرتكبي واقعة تصادم بين مركبتين لخلاف بينهما    14 دبلوماً و74 محتوى و220 مقعداً تدريبياً لتأهيل أفراد العدالة    وزير الدفاع ونظيره السلوفاكي يناقشان المستجدات الدولية    في ذهاب ربع نهائي آسيا 2.. التعاون يعود بتعادل ثمين من ميدان تراكتور    1637 ملياراً إجمالي الإيرادات.. 398 مليار ريال أرباح أرامكو عام 2024    5 نصائح لضبط أعصابك في العمل    ولادة طفل بريطاني بعين واحدة    وفاة" الذراع الذهبية" منقذ ملايين الأطفال    أمير جازان يستقبل منسوبي الأمارة المهنئين بشهر رمضان    الحقيقة !    «الشؤون الإسلامية» تقيم مأدبة إفطار للصائمين بالجبل الأسود    التسامح.. سمة سعودية !    4 ملايين فحص لنقل الدم بالمناطق    وزير الدفاع يبحث مع نظيره السلوفاكي المستجدات    محافظ الطائف يشارك قادة ومنسوبي القطاعات الأمنية بالمحافظة الإفطار الرمضاني    أبٌ يتنازل عن قاتل ابنه بعد دفنه    









محمد الأحمد الرشيد: فقيد التربية.. فقيد الوطن

تأخذنا الحياة في مساراتها، وأعبائها وهمومها فنكاد نغفل عن قصرها حتى تعيدنا صدمة الفقد السريع إلى إدراك هذه الحقيقة.
تجمعنا وتفرقنا، تقربنا وتبعدنا، تسعدنا وتحزننا.. أو كما قال المتنبي:
نبكي على الدنيا وما من معشر
جمعتهم الدنيا ولم يتفرقوا
ومع كل الإيمان بقضاء الله وقدره، والتسليم بمشيئته سبحانه وتعالى، إلا أننا وفور مواجهة هذه الحقيقة، كثيرا ما نشعر بالندم على غفلتنا، وعلى تقصيرنا في التواصل مع من نحب.
ومثل كثيرين غيري، وبمشاعر يملؤها الألم والأسى، والشعور بفجيعة الفقد، صُدمتُ بخبر وفاة الأخ والصديق الخلوق والرجل النبيل، والمسؤول المخلص معالي الأخ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير التربية والتعليم الأسبق.. رحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جناته.
كانت تربطني بالفقيد العزيز صلة من نوع خاص، وتعززت هذه العلاقة في السنوات الاخيرة. كان نعم رفيق السفر، وتجلى ذلك في عطلة الصيف حيث نلتقي في كاليفورنيا، وكان رحمه الله يحرص على جمع كل الاخوة والأصدقاء وبعض الطلبة الموجودين هناك، وامتدادا لروحه الجميلة كان يحرص ان يكون المكان أيضاً جميلا، ودائما كان يختار الحدائق الجميلة التي تملؤها البحيرات حتى يجد الحضور فرصتهم للالتقاء والتعارف، وكان يستثمر هذه الاجتماعات للنقاش حول الوطن، ومستقبله وتطلعات ابنائه، وحتى هموم المواطن.
د. محمد الرشيد - رحمه الله
كان الفقيد -رحمه الله- القطب الذي تلتقي عنده كافة الرؤى، ليس لموضوعيته وحسب، وليس لهدوئه وحسب، وليس لقدرته على الاحتفاظ بأعلى سقف من التفاهم بين مختلف الأطراف وحسب، وإنما إضافة لذلك لصفاء روحه، ونبل مقاصده، وسعة أفقه.
اهتماماته التربوية كانت جلية وواضحة، وذلك لإيمانه العميق أن التربية والتعليم هي مصنع الإنسان، وهي مرتكز الحضارة الناجزة، وكنا نرى فيه التربوي القادر على أخذ هذا القطاع إلى أعلى مراتب الأداء، الذي سيسهم في إعادة صياغة الوطن وفق معايير كفاءة أبنائه، وبالقدر الذي يستطيعون أن يحصلوا عليه من التعليم المتميز.
دخل إلى الوزارة عبر وزارة التربية والتعليم، واستطاع أن يُحدث الكثير من الاصلاحات في هذا القطاع، مستفيدا من ذلك الثراء الضخم الذي يحمله في قطاع وهب كل حياته من أجله، وكان مؤهلا إلى أن يذهب به إلى ما هو أبعد من ذلك، لولا بعض العقبات التي كانت تعترض طريقه، وتجعله مُطالبا بتفسير كل خطوة يُقدم عليها، وظلت علاقتي به كصديق تزداد عمقا ومتانة، فلم تؤثر فيها المسافات، رغم انشغال كل واحد منا بمسؤولياته، لكنه-رحمه الله- رغم ذلك كان قادرا على الاحتفاظ بكل أصدقائه واحتضانهم متى ما سنحت له الفرصة، لأن ما بينه وبينهم ليس مجرد صداقة عابرة، وإنما جسر من المشاعر الرقيقة التي لا يمكن أن يستطيع الزمن أن يفصم عراها، أو ينال منها.
لقد مات الرجل الشكور، مات بهدوء يليق بمن تمتلئ نفسه إيمانا واحتسابا، ومن تعوّد على ألا يترك خلفه في أي مكان أي خصومة مع أحد، أو حتى خلاف عابر، رحل عن هذه الدنيا تاركا لنا نحن أصدقاءه سجلا حافلا من الذكريات الطيبة، وسفرا خالدا من الأعمال الجليلة في خدمة دينه وأمته ووطنه، رحل وترك لنا غصة من الحزن على فراقه، ونحن الذين طالما وجدنا في قلبه تلك الساحة الكبرى لأحبابه وخلصائه، لا بل لكل مواطنيه.
رحم الله أبا أحمد، الرجل الإنسان رحمة واسعة، وتغمده بواسع رحمته، وألهمنا بغيابه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.