إلى (أبي أحمد) الدكتور محمد الأحمد الرشيد -رحمه الله- وزير التربية والتعليم الأسبق (1) ستبقى وزيرَ القُلُوبِ وَلوزالَ عَنْكَ بَريقُ البُشُوتِ ولو طارَ عَنْكَ غُبارُ اللَّقَبْ (2) ستبقى وزيرَ القُلُوبِ تُعَلِّمُ من يَعشقون المنَاصِبَ أنّ الكراسِي مَرَاسيْ لِرَمْيِ الشِّبَاكِ وَصيدِ التَعَبْ (3) لتبحرَ في زُرْقَةِ الحُلْمِ نَحْوَ الغَدِ المُمْكِنِ / المُستحيلِ الذي قد يكونُ وقد لا يكون غد نرتجيهُ ليُنْقِذَ مَرْكبنَا من غياهبِ ليل المحيطاتِ، يَعْصِمَنَا من أعاصيرِ جهلٍ تهبُّ لتُغرقَنا يومَ لا نستطيعُ المَلامَ وَبَثَّ العَتَبْ (4) ستبقى لأنك آمنتَ أن الكراسي زوارق ليست يُخُوتاً مُزَخْرفةً تَتَبَخْتَرُ في شاطئ الجائعينَ لسبيِ اللآلي وَكَنْزِ الذهبْ (5) ستبقى تُعلِّمُهم أبجديّاتِ فَنِّ التواضعِ، سِحْرَ البساطةِ، كيف الوزيرُ يصيرُ أميراً لدى الناسِ لما يحادثهم بالنقاء الذي يفهمونَ وحينَ يُشاطرهُم هَمَّ كَسْبِ الرّغيفِ ولما يشابهُهُم في ارتداءِ الثيابِ المُوَشَّاةِ طِيْبَ النّوايا وثلجَ البياضِ ويتركُ للمُتْرفينَ ارتداءَ القَصَبْ! (6) "أبا أحمدٍ" سوف تبقى وزيراً لأفئدةِ النَّاس ِ تبقى الحكيمَ الذي جاءنا متعبينَ وعَلّمَنَا كيف نَحْلُمُ ثم توارى وراءَ السُحُبْ!