تواسي طفلها المحروم من كل شيء.. إلا منها .. - غدا ستكبر .. وتعمل.. وتصبح أبا يهتم بعائلته و.. يقاطعها متسائلا وهو ينظر إلى صورة يكسوها الغبار.. - وأبي متى سيصبح أبا..؟! عبرة فيما يعلم طفله كيف يصطاد.. تعلق سمكة بالصنارة.. تحوم حولها مجموعة أسماك صغيرة. تتجاذبها في محاولة لإبقائها.. عندها ينظر مليا إلى طفله.. قبل أن يعيدها.. إلى الماء. نهاية تشرق في كل اتجاه.. وتبحر بلا مرساة.. وذات مساء تشعر به يود الخروج.. وبلا هوية.. انتحت ركنا قصيا هو كل ما تبقى لها.. وفي الصباح هرع المارة على صراخ رضيع متعلق بثدي بارد . عكس اتهموه بعدم التفاؤل وقصر النظر. وأنه لا يرى من الكأس.. إلا نصفه الفارغ.. فلما أعيته الحقيقة قلب الكأس. خريف يتابع تساقط آخر أوراق الخريف .. يغفو.. ولما أفاق احتار كيف دون أحلامه. *د. أحمد حسين عسيري السعودية