سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودان: سلفاكير يحدد أولويات حكومة الجنوب .. ويحمل المجتمع الدولي أي فشل لاتفاقية السلام الوفد الرسمي يغادر الخرطوم إلى تنزانيا لحضور «مفاوضات ابوجا»..
كشف النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت عن خمسة أهداف قال انها تمثل الأولوية القصوى للحركة الشعبية وحكومة الجنوب السوداني، وتشمل الأهداف الخمسة الاسراع في تنفيذ اتفاقية السلام، وإحلال السلام في دارفور وشرق السودان وإعادة النازحين واللاجئين والمهاجرين من أبناء الجنوب، بجانب نزع السلاح من المواطنين وتنظيم حملة في الجنوب. وحمَّل سلفاكير الذي كان يتحدث لمجموعة من الصحافيين بقصر الضيافة المجتمع الدولي أي فشل لاتفاقية السلام، وأعلن ان المانحين لم يفوا حتى الآن بأي التزام من تعهداتهم. ولم يستبعد سلفاكير مراجعة نسبة ال(14٪) الممنوحة للأحزاب والقوى السياسية المعارضة للمشاركة في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية المرتقبة، وقال ان الاتفاقية التي تمت بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية تنادي في اجندتها بالوحدة، وقال ان طرفي الاتفاق يمكن ان يراجعا أنفسهما إذا كانت حجج الأحزاب منطقية، ولكن هذا الأمر لم يبحث حتى الآن مع حزب المؤتمر الوطني ولا مع التجمع الوطني ونفى زعيم الحركة الشعبية بشدة ما تردد حول إبعاد أو تهميش الشماليين في الحركة، وقال ان هذا الأمر لا أساس له من الصحة لأن الشماليين بالحركة أعضاء فيها وسيظلون بها بدون أن يتعرضوا لأية إهانة، وسيتمتعون بكل حقوقهم وان كل من يقول بأنه سيتم تهميش الشماليين في الحركة لا يعيش في واقع الحركة. وكشف النائب الأول لرئيس الجمهورية عما دار بينه وزعيم حزب المؤتمر الوطني الدكتور حسن عبدالله الترابي، وقال انه طلب من الترابي الدخول في الحكومة لتشكيل تحالف من داخلها وأبان ان زعيم حزب المؤتمر الشعبي أبدى رفضه للمشاركة في الحكم ليكون معارضاً للحكومة ومؤيداً لحكومة الجنوب في نفس الوقت لأننا جزء من الحكومة، وطلبنا منه ان يدخل الحكومة لتشكيل تحالف من داخل الحكومة، وحول مصير السودان بعد الست سنوات الانتقالية أكد النائب الأول انه وحده لا يستطيع ان يحدد أمر الوحدة أو الانفصال، وقال انه: (حتى لو كان سلفاكير انفصالياً والجنوبيون وحدويين فسلفاكير لن يغير رأيهم، أو سلفاكير وحدوياً والجنوبيون انفصاليين فسلفاكير لن يغير النتيجة) علي حد تعبيره. ورأى سلفاكير النظر في مستقبل السودان وتوجيه الجهود لبناء السودان الجديد، وأعرب عن أسفه للأحداث التي صاحبت وفاة د.قرنق وأدت لوفيات ونهب للممتلكات في الخرطوم وجوباً وملكال، وقال ان احداً لم يكن يتوقع ما حدث، وشدد سلفاكير على ان الحركة ستعمل بجد لانقاذ الاتفاقية دون أية صعوبة، مشيراً إلى ان الجنوبيين يتخوفون من تكرار تجربة الرئيس الأسبق جعفر نميري الذي اتهمه بعدم الجدية، وحذر من أنه إذا لم تبذل الحكومة الجهود لتنفيذ الاتفاقية فإن ذلك سيؤدي إلى الفشل ويعود بالناس للحرب ونحن لا نريد ذلك وأكد سلفاكير على أهمية التوصل إلى حل لمشكلتي دارفور والشرق، مشيراً إلى انه إذا لم يتحقق السلام في دارفور سترجع الحرب في الجنوب، ورأى ان الحرب الدائرة بدارفور ستؤدي إلى نزوح أهل الاقليم إلى الجنوب، الأمر الذي قال انه سيدفع جيش الحركة الشعبية إلى الحرب مرة ثانية، وقال ان هناك نحو أربعة ملايين نازح بالخرطوم لابد ان يعودوا لمناطقهم، وهذا يتطلب دعم المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لإعادة توطينهم وتوفير الخدمات لهم من مياه ومدارس إلى جانب أهمية عودة اللاجئين من دول الجوار. وأكد سلفاكير ان الانتقادات التي كان توجه لقرنق يتركز على جمعه لكل السلطات في يده (ليس لأنه كان ممسكاً بكل المناصب، رئيس الحركة، رئيس حكومة الجنوب والنائب الأول للرئيس)، وإنما كان لأنه لا يعطي الحرية لم هم وراءه من الناس ليمارسوا أعمالهم، ورغم تأكيده ان الجمع بين هذه المناصب قد يكون صعباً، إلا انه عاد وقال انه سيجمع بين هذه المناصب بحكم نصوص الاتفاق، وأكد انه سيعطى قيادات الحركة التي تتولى هذه المناصب حرية في العمل، وأكد عزمه التوجه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل كما يشارك في اجتماعات البنك الدولي والمانحين الذي سيعقد هناك في ذات الشهر. من جهة أخرى توجه وفد حكومي صباح أمس (السبت) إلي العاصمة التنزانية للمشاركة في الاجتماع التمهيدي لجولة مفاوضات ابوجا السادسة بين الحكومة ومتمردي دارفور.. وقال الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة ورئيس وفد الحكومة للمفاوضات ان الاجتماع الذي التأم أمس يناقش وجهات النظر المختلفة وسير المفاوضات، وكيفية خلق رؤية متقاربة قبل الجولة المرتقبة، ويضم الوفد الحكومي الدكتور مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية وابراهيم محمد ابراهيم الناطق الرسمي باسم وفد الحكومة لمفاوضات أبوجا، والسفير عثمان ضرار. إلى ذلك زار وفد الكونجرس الأمريكي ولايتي جنوب وغرب دارفور الجمعة وقدم والي جنوب دارفور للوفد شرحاً عن الأوضاع الأمنية والإنسانية، وأكد كرستوفر سميث رئيس لجنة افريقيا بالكونجرس الأمريكي ان بلاده والشعب الأمريكي مهتمون بالأوضاع في دارفور، وقال نعلم حجم المعاناة والاحتياجات الفعلية وسنضمن ذلك في تقريرنا، وأشاد كريستوفر بجهود حكومة ولاية جنوب دارفور لاحتواء أزمة دارفور، وتوجه الوفد الأمريكي بعد زيارة نيالا إلى منطقة مكجر بغرب دارفور لتفقد أوضاع النازحين والتباحث مع المنظمات الإنسانية.