قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن حكومته خطت خطوات جيدة في السياسة الخارجية، مشيراً الى أن عملية تخصيب اليورانيوم "حق واضح وخط أحمر"، ولن تتوقف أبداً. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) عن روحاني قوله في حوار متلفز أجراه مساء الثلاثاء، إن "الحكومة خطت خطوات جيدة في السياسة الخارجية"، مضيفاً "حطّمنا نظام العقوبات". وأ?د روحاني أن عملية التخصيب "حق واضح وخط أحمر بالنسبة لنا ولن تتوقف أبداً". وطمأن الشعب الى أن "مبادئ الشعب وحقوقه في الموضوع النووي والإطار الذي رسمه قائد الثورة ستتم مراعاتها حتى النهاية أي ستطبق عملياً في بلدنا الحقوق النووية بقوة وشفافية أ?ثر". وتابع روحاني "وفقاً لمعاهدة حظر الانتشار النووي 'ان بي تي' فإن أي بلد له حرية العمل في تنمية نشاطاته النووية وأن عملية التخصيب تعتبر جزءا من المعاهدة وأن ?ل شيء مسموح به ما دام لم يحظر في القرارات والقوانين الدولية" . وتساءل "نحن نريد الآن أن نمتلك محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية فكيف نؤمن وقودها بدون عملية تخصيب اليورانيوم؟". وشدّد روحاني أن "هدفنا هو إزالة التهديدات ورفع الحظر عن الشعب و?ذلك توفير الفرصة اللازمة في الساحة الدولية لإيجاد تعامل بنّاء مع العالم"، مشيراً الى أن حكومته ستتخذ "إجراءات وخطوات لكي نصل إلي إتفاق كامل مع مجموعة 5+1". وختم روحاني بالقول إن "الاتفاق النووي الأخير لن يضر بأي من دول الجوار"، مؤ?دا أن إيران "لن تسعي أبداً وراء إنتاج أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية". من جانبه حذر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف السداسية الدولية من أن اتفاق جنيف النووي الذي وقعته ايران مع مجموعة "5+1" السبت الماضي سينهار لو لم يتم تنفيذ أي جزء منه. واكد ظريف امس امام البرلمانيين الايرانيين الذين دعوه لتقديم ايضاحات حول اتفاق جنيف في البرلمان بأن ايران تنظر الى الاتفاق كمجموعة واحدة ولو لم يتم تنفيذ اي جانب منه فانه سينهار بأكمله. وأوضح بأن الاتفاق يشمل التزاما متبادلا بين ايران والسداسية الدولية وقال "ان جانبي الاتفاق تعهدا بتنفيذ التزامات يتضمنها الاتفاق، وفي هذا السياق تستطيع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التثبت من مصداقية ايران في تنفيذ بنود الاتفاق". وأضاف "بسبب عدم وجود آلية تراقب التزام الطرف المقابل لايران بتنفيذ بنود الاتفاق، سيتم تشكيل لجنة مشتركة تضم ممثلين عن ايران والسداسية الدولية مهمتها مراقبة اي امور قد تثير القلق لدى جانبي المفاوضات وفي حال بروز خلافات حول خطوات الوكالة الدولية للطاقة الذرية فانه يمكن احالتها الى اللجنة المشتركة لمناقشتها وايجاد حلول لها". و شدد ظريف بأن الاتفاق يؤكد بأنه يمكن تمديد الاتفاق الذي تبلغ مدته ستة اشهر و أنه اتفق الجانبان على الحفاظ على الاجواء البناءة التي سادت المفاوضات. واشار الى ان الشفافية في الشؤون الاخرى التي وردت في اتفاق جنيف حيث ان ايران تقدم ضمانات على سلمية برنامجها النووي وعدم متابعتها لأي برنامج تسليحي في هذه النشاطات. واوضح، ان الفريق الايراني المفاوض قدم مقترحا بان يتضمن الاتفاق فتوى المرشد الايراني علي الخامنئي حول حرمة انتاج وتخزين واستخدام اسلحة الدمار الشامل وبناء على ذلك ورد في الاتفاق عبارة حرمة استخدام السلاح النووي. وقال ظريف إن إيران ستمضي قدما في البناء في موقع مفاعل أراك النووي وذلك بعد اتفاقها مع القوى العالمية على الحد من أنشطتها النووية. وكان مفاعل الأبحاث الذي يعمل بالماء الثقيل ولم ينته العمل به بعد من بين أهم القضايا في المفاوضات التي جرت في جنيف في مطلع الأسبوع عندما اتفقت إيران مع القوى العالمية الست على الحد من أنشطتها النووية لمدة ستة شهور مقابل تخفيف محدود للعقوبات. وقالت إيران -وفقا لنص الاتفاق- إنها لن تسعى لتحقيق "مزيد من التقدم في أنشطتها" في مفاعل أراك. وقال ظريف للبرلمان في تصريحات بثتها قناة (برس.تي.في) التلفزيونية الإيرانية بعد ترجمتها "لن تزيد قدرة أراك. وهذا يعني أنه لن يجري انتاج وقود نووي جديد ولن تقام منشآت جديدة ولكن البناء سيستمر هناك." إلا أن خبراء قالوا إن ثغرة واضحة في النص قد تسمح لطهران ببناء مكونات خارج الموقع على أن يجري تركيبها في وقت لاحق في المفاعل النووي. ولم يتضح على الفور ما إذا كان ظريف يشير إلى ذلك أو إلى أنشطة تشييد أخرى. وكانت طهران قالت إنها قد تفتتح المفاعل قريبا ربما العام المقبل. وهي تقول إن المفاعل لا يهدف إلا لإجراء أبحاث طبية ولكن دولا غربية تقول إنه يمكنه أيضا انتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه هو واليورانيوم المخصب في صنع قنبلة نووية.