حققت الجهات الأمنية في مراكز استقبال المخالفين بمنطقة الرياض نجاحاً في تنظيم وترحيل العديد من المخالفين لنظام الإقامة بالمملكة، وتسجيلهم على قائمة الممنوعين من الدخول مرة أخرى؛ نتيجة عدم إفادتهم من المهلة التصحيحية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين والتي انتهت بنهاية شهر ذي الحجة الماضي من عام 1434ه، ممن سلموا أنفسهم طواعية أو من قبضت عليهم لجان التفتيش. وساهمت بعض السفارات في فترة التصحيح التي أمر بها خادم الحرمين في تحقيق الهدف المنشود؛ بتعديل أوضاع رعايهم، والعمل ليل نهار لتلبية متطلباتهم، وظهر ذلك من خلال توجيههم وارشادهم لاتباع الأنظمة، والمسارعة إلى مراجعة سفارات بلادهم؛ للحصول على ما يمكن تقديمه للسلطات من أجل إثبات سعيهم لتصحيح وضعهم. وكان على النقيض تماماً بعض السفارات التي التزمت الصمت، ولم تحرك ساكناً تجاه هذه الأزمة، بل لم تشارك حتى بالتوجيه أو الإرشاد، وكان نتيجة ذلك تسجيل أعداد كبيرة تصل إلى أكثر من (20.000) مخالف، غالبيتهم من الجنسية الإثيوبية، حيث كان ينبغي على سفارتهم التحرك سريعاً، لحل مشاكلهم، حتى بعد القبض عليهم، بأن يسعوا إلى التعريف بالمواطنين ليرحلوا لبلدهم. وقد أنهت المديرية العامة للجوازات إجراءات سفر (79692) مخالفاً من تاريخ 1/1/1435ه حتى الساعة الثامنة من صباح الأربعاء الموافق 24/1/1435ه، فيما تم انهاء اجراءات سفر (37240) من منطقة الرياض فقط، وذلك بمتابعة من قبل صاحب السمو الملكي وزير الداخلية، وبمشاركة من جميع القطاعات ذات العلاقة في متابعة ترحيل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل. "الرياض" تجولت في مراكز استقبال المخالفين، ومطار الملك خالد الدولي -المنطقة المساندة-؛ للوقوف على أعمال القطاعات الأمنية والخدمية، ونقل الصورة كاملة للخطوات النظامية لإبعاد المخالفين. مراكز الاستقبال وقد اكتظت مراكز الاستقبال بالعمالة المخالفة، بعدما شعروا بجدية النظام والتضييق الأمني عليهم؛ مما جعلهم يبادرون في إبداء رغبتهم بالمغادرة، وكانت أعداد المخالفين غير متوقعة، الأمر الذي كان مفاجأة تتطلب التدخل السريع من قبل وزارة الداخلية، وأتى الحل عاجلاً بفتح مراكز لاستقبالهم وتجهيزهم بكل ما يتطلب من قوى بشرية، وتجهيزات تقنية، في وقت قياسي جداً؛ مما عجل في ترحيل أعداد كبيرة من المخالفين، وسط بطء من السفارة الإثيوبية التي كان رعاياها أكثر المخالفين في جميع المراكز. وشكلت المديرية العامة للجوازات خططا مدروسة لإنهاء إجراءات المخالفين، خصوصاً في مركز استقبال المخالفين بجامعة الأميرة نورة -سابقاً-، حيث تم توزيع فرق إدخال البيانات، وتسجيل الخصائص الحيوية، واستخراج تأشيرات السفر، وتسجيل المغادرة، وإدراج اسم المخالف على قائمة المنع من الدخول للبلاد مرة أخرى. وبذلت وزارة الداخلية جهوداً كبيرة في تقديم الخدمات الإنسانية للمخالفين في جميع مراكز الاستقبال، حيث تم توفير ثلاث وجبات يومية من مطاعم معروفة، وكذلك المستلزمات الأساسية "البطانيات" و"المفارش"، ومنح الأطفال احتياجاتهم الخاصة، بالإضافة إلى حافلات مؤجرة لنقل المخالفين للمواقع المحددة لاستقبالهم، مع توفير العديد من الاستراحات، وتجهيز العيادات المتنقلة؛ لتقديم كل الخدمات لهم. الخطوات: تنسيق تسجيل المعلومات، إصدار رقم لكل مخالف، بصمة اليدين والعين وصورة شخصية، إدراجها بالحاسب، استخراج بيانات السفر، الترحيل نظام البصمة وحرصت وزارة الداخلية ممثلة بالمديرية العامة للجوازات على تسجيل الخصائص الحيوية "البصمة" لكل مخالف قبل أن يغادر البلاد، وذلك لدواعٍ أمنية، إلى جانب ضمان عدم عودتهم إلى المملكة مرة أخرى. وكان نظام البصمة قد مرّ بعدة مراحل في تطبيقه على جميع الوافدين بالبلاد، بدءًا من القادمين إلى المملكة لغرض العمل، أو الزيارة، أو الحج والعمرة، ثم الراغبين في الحصول على تأشيرات السفر، وكذلك إصدار الإقامة وتجديدها، وتوثيق التابعين بعد ذلك، لتكون المرحلة الأخيرة التي كانت الأهم؛ توثيق المخالفين ومجهولي الهوية، الذين تهربوا كثيراً عن تسجيل خصائصهم الحيوية طيلة السنوات الماضية، خشية إدراجهم في قائمة المنع، وقد نجحت الجوازات بالتعاون مع بقية القطاعات الأمنية الأخرى في تسجيل بصماتهم، بعد تضييق الخناق عليهم، وإجبارهم على تسليم أنفسهم طواعيةً من أجل المغادرة. تأخر السفارات! وأوضح اللواء "سعد العسكر" -مدير إدارة شؤون المنافذ والمشرف على مراكز استقبال المخالفين في جميع مناطق المملكة- أنّهم يعملون الآن على ترحيل المخالفين الذين سلموا أنفسهم، مبيّناً أنّ أعدادهم كانت كبيرة؛ نتيجة ما وجدوه من حزم وتنظيم في تطبيق الأنظمة، مشيراً إلى أنّه تم استقبالهم في عدة مراكز بمنطقة "الرياض"، من أجل إكمال أوراقهم الثبوتية، ثم إبعادهم، وتوثيق ذلك بالحاسب الآلي كمرحلين لا يمكن لهم العودة إلى البلاد مرة أخرى؛ كونهم لم يستفيدوا من المهلة التصحيحية التي منحها إياهم خادم الحرمين -حفظه الله-. وأضاف: "حتى الآن استطعنا -ولله الحمد- ترحيل العديد من المخالفين عبر مواقع تم تجهيزها بوقت قياسي، بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -وزير الداخلية-، ومتابعة مدير عام الجوازات، وقادة القطاعات الأمنية الأخرى، حيث أسهم -بلا شك- في السيطرة على الوضع، والعمل على تعجيل سفرهم"، مبيّناً أنّ هناك معوقات أمام إنهاء ترحيل بعض المخالفين؛ بسبب تأخر سفاراتهم في إصدار وثائقهم التي تمكنهم من المغادرة، مؤكّداً على أنّ التوجيهات صدرت باعتماد مراكز لاستقبال المخالفين بمنطقة "المدينةالمنورة" و"المنطقة الشرقية"، لتضاف إلى المراكز التي أعدت مسبقاً في "الرياض" و"جدة"، منوهاً بأنّ الحملات ستستمر من دون توقف. البصمة للمرحلين وكشف اللواء "سعد بن ابراهيم الجبيري" -مدير جوازات منطقة الرياض والمشرف على مراكز استقبال المخالفين بالرياض- أنّ أعداد المخالفين كبيرة وغير متوقعة؛ مما ساهم في التعجيل باستحداث مراكز إيواء في مدينة "الرياض"، وكان لوزير الداخلية جهود كبيرة في العمل على تهيئتها بكل الإمكانات اللازمة التي تضمن عدم تأخرهم. وأضاف انّه تم تقسيم العمل وتنظيمه في مراكز الإيواء لعدة مراحل: شملت المرحلة الأولى التنسيق مع السفارات؛ لاستخراج وثائق سفر للمخالفين الذين لا يحملون وثائق، وتسجيل معلومات الوثائق في النظام الآلي التابع لوزارة الداخلية، وإصدار رقم حاسب خاص لكل مخالف، ومن ثم يتم في المرحلة لثانية أخذ خصائصهم الحيوية، من بصمة اليدين، والعين، وصورهم الشخصية، وإدراجها بالحاسب الآلي، وفي آخر مرحلة يتم استخراج بيانات سفر لكل مخالف؛ لإثبات تسجيله كشخص مرحل من البلاد، بعد ذلك يتم نقلهم مباشرة بالباصات إلى مطار الملك خالد الدولي لترحيلهم إلى بلدانهم. وأشار إلى أنّ المراكز التي تم اعتمادها لإنهاء إجراءات المخالفين في مدينة الرياض، هي أربعة: جامعة الأميرة نورة -سابقاً-، ومركز في حي الشميسي، ومركز المربع -مبنى وزارة الداخلية سابقاً-، ومركز النظيم -خاص بالنساء-، مضيفاً: "نحن على استعداد لإنهاء إجراءات جميع المخالفين في المراكز خلال وقت قصير جداً، بشرط تعاون السفارات في استخراج الوثائق لرعاياهم"، مشدداً على أنّهم -ولله الحمد- لديهم الإمكانات البشرية، والاستعدادات التقنية التي تضمن إنجاز العمل في وقت قياسي. إنهاء الإجراءات وقال العقيد "خالد بن عبدالله المقبل" -مدير جوازات مطار الملك خالد الدولي والمشرف العام على عملية مغادرة المخالفين-: "الجهود الامنية أسهمت -ولله الحمد- في تسيير عشر رحلات يومية لترحيل المخالفين عن البلاد"، مبيّناً أنّه تم تخصيص مكان مناسب بمطار الملك خالد الدولي بالرياض؛ من أجل ترحيل المخالفين الذين أنهيت إجراءاتهم من قبل مراكز استقبال المخالفين، حيث يتم استقبالهم والعمل على تدقيق بياناتهم، والتأكد من خصائصهم الحيوية، فإن كانت جميعها سليمة يتم تخريجهم بالحاسب الآلي ليغادروا البلاد، وينجز ذلك في فترة قصيرة جداً، إذ تم تجهيز الموقع بجميع احتياجاته البشرية والتقنية. ونفى العقيد "المقبل" أن يكون ترحيل المخالفين مكبلين بالأيدي، مشدداً على أنّهم يعاملون بطريقة إنسانية في المراكز، ويتم ترحيلهم من دون أن يتم تقييد أيديهم، بل إن الحكومة وفرت لهم الغذاء والدواء، مؤكّداً على أنّ هذا هو ديدن هذه البلاد التي تعامل الجميع بكل احترام وتقدير. أصحاب السوابق ولفت العقيد "محمد بدار الذيابي" -مشرف الحاسب الالي بمركز الوافدين بحي الشميسي بالرياض- إلى أنّ مهمتهم في المركز تكمن في استقبال المخالفين، وتسجيل بياناتهم، والتأكد من وضعهم، فمن كان متسللاً للبلاد يتم التنسيق لاستخراج وثيقة سفر له مع سفارة بلاده، وأما من كان مقيماً ولديه رقم إقامة، فيتم التعامل معه وفق أنظمة الإقامة والعمل، موضحاً أنّ المخالفين الذين يثبت أنّ لديهم سوابق جنائية يتم التعامل معهم وفق النظام؛ بإحالتهم إلى الجهة الأمنية المختصة. مخالصة الكفيل ونوّه المقدم "إسماعيل بن إبراهيم الحواس" بأنّ المقيمين المخالفين لنظام الإقامة أو العمل والذين يتطلب النظام وجود من كانوا يعملون لديه؛ فإنه يتم استدعاء أصحاب عملهم، وإعداد مخالصة بينهم قبل ترحيلهم، وذلك حسب التعليمات المنظمة لذلك. إنسيابية العمل وأكّد "مساعد بن محمد بو حيمد" -مسؤول الخطوط السعودية- على أنّ تكاتف القطاعات أسهم -ولله الحمد- في انسيابية العمل من دون أي معوقات، رغم أنّ بعض التصرفات من بعض المرحلين حاولت إعاقة سير العمل، وتمت معالجتها في حينها، وأصبح الوضع الآن أحسن بكثير، موضحاً أنّ جميع الرحلات تغادر من صالات القوة المساندة، وقد تم إضافة العديد من الرحلات، حيث كانت البداية خمس رحلات، ثم سبع رحلات، وباتت الآن عشر رحلات، وسوف تستمر -بإذن الله- حتى يتم الانتهاء من هذه الأعداد الكبيرة من المخالفين. المقدم إسماعيل الحواس يتابع إجراءات تسجيل ووثائق المخالفين العقيد محمد الذيابي متحدثاً للزميل فهد اللويحق الترحيل متوقف على وثيقة السفارة خدمات إنسانية لائقة بغض النظر عن مخالفتهم للأنظمة رقم خاص لكل مخالف في أولى خطوات الترحيل مخالفون أثناء مرحلة البصمة الحيوية موظف الجوازات يرشد المخالفين إلى مواقعهم في مركز الإيواء مخالف يدوّن اسمه يدوياً قبل تسجيله رسمياً في الجهاز سيدة مخالفة أثناء التقاط الصورة وتخزينها في الجهاز مخالفون في طريقهم إلى المطار استعداداً للرحيل مخالفات ينتظرن إنهاء إجراءاتهن بمركز الإيواء اللواء سعد العسكر اللواء سعد الجبيري العقيد خالد المقبل مساعد بو حيمد