الحياة ليست تحديا وصراعا.. الحياة رحلة كل يوم فيها يمر لا يرجع، وعقارب الساعة فيها لا تتبدل، وخطواتنا فيها التي تقودنا للطريق الذي اخترناه لا يمكن أن نمحوها.. الحياة ليست محطة انتظار.. لذلك لا ينتظر القطار الكسالى، انه يسير بمن لحق به.. وعلى ذلك يجب أن ننتبه لخطواتنا وأوقاتنا واتجاهاتنا ومواقفنا ورغباتنا وتطلعاتنا وطموحنا.. يجب أن نبني مسار حياتنا مثلما نريد ونتمنى لا مثلما وجدناه.. وهنا فرق شاسع.. أن تسير في الدرب الذي يسير فيه الآخرون فذلك أمر سهل ويسير، لكنك ستكون مثل الآخرين لا تفرق عنهم شيئا، الفرق في أن تختار الطريق الذي تريد أن تسير فيه.. الفرق في أن لا تكون إمعة تسير مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساؤوا أسأت.. الفرق أن تجعل لنفسك مسارا يتبعك فيه الآخرون إن استطاعوا. مسار لا يعرف السير فيه سوى القلة القليلة، مسار يتأقلم مع حاجاتك ودوافعك ورغباتك.. مسارك أنت.. أنت وحدك الذي تعلم دروبه وتفاصيله.. أنت الذي رسمته وحددته.. مسارك الذي يقودك لتكون أنت بذاتك وشخصك، لتحقق من خلاله طموحك.. هنا الأمر المختلف والصعب والعسير.. أن تسير في درب يصعب على الآخرين أن يسيروا فيه. قد نتعلم من سيرنا في دروب الحياة الكثير من الأمور، لكن من الضروري أن نتعلم كيف نصبح نحن ما نريد، كيف نحقق ذاتنا بعيدا من أن نكون نسخة عن الآخرين، كيف نوجد لأنفسنا بقعة خاصة لا يزاحمنا فيها آخرون.. حتى وإن فعلوا نصبح مختلفين عنهم لا نشبههم. إن الحياة ليست تحديا بحد ذاتها، لكنها مليئة بالتحديات بداخلها، بتفاصيلها الكثيرة، لذلك فلابد أن ننتبه أننا إذا أردنا النجاح في الحياة لابد أن نجيد معرفة التفاصيل، وما نريد أن نكون عليه، وأن نقوي من قدراتنا ولا نتوقف عن التدريب والتعلم.. وإن أخذتنا الحياة من حال إلى حال نكون دائما على أهبة الاستعداد لكافة متغيراتها.. ودمتم سالمين. * تغريدة: الحياة علاقة تبادلية لا يمكن أن تحقق ذاتك وتبني نفسك على حساب الآخرين.. انتبهوا.