تواصلت الجلسات العلمية للمؤتمر العالمي الذي تنظمه الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة تحت عنوان:(الرسول صلى الله عليه وسلم وحقوقه على البشرية)، ببحث قدمه الدكتور محمد عبدالله زرمان من قسم اللغة العربية بجامعة باتنة بالجزائر بعنوان "صورة النبي في الكتابات الأوروبية المنصفة"، تناول فيه الصورة النمطية المشوهة المليئة بالمغالطات والمبالغات السخيفة والكريهة والأوصاف الشنيعة للإسلام. وتطرق رئيس قسم اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة في جامعة الأزهر بمصر الدكتور سامي محمد رجب مندور، حول الآراء المنصفة لمستشرقين فرنسيين، مشيراً إلى أن شخصية الرسول كانت من العظمة والعبقرية، بحيث دفعت كثيراً من الباحثين في الشرق والغرب -لاسيما المستشرقين منهم- إلى دراسة حياة الرسول، وتحليل صفاته الخِلقية والخُلقية، ومحتوى رسالته التي جاء بها لإصلاح البشرية وهدايتها إلى طريق الحق والعدل وحفظ الحقوق حتى مع المخالفين. فيما أكدت الدكتورة رقية طاهر جابر العلوني الأستاذ المشارك في جامعة البحرين، أن الكثير من المفكرين الغربيين والمسلمين تناولوا سيرة النبي الكريم بالدراسة، واعتبرها عدد منهم مجرد مواعظ روحية وهداية دينية لا دخل لها في أمور التحضر والعلوم والمعارف والعمران وإصلاح البشرية. بَيد أن سيرته تناولت قضايا الإنسانية الأساسية الاجتماعية والسياسية والدينية والتاريخية. واستعرض سمير درويش زياني الأستاذ المساعد في جامعة تلمسان بالجزائر مؤلّفات "حكم النبيّ محمد" لليوتولستوي، و"محمد المثل الأعلى" لتوماس كارليل، مشيراً إلى أن رؤية الرسول تميزت بأنّها شاملة لكلّ مخلوق، حتّى إنّها تعدَّت البشر إلى الحيوانات والجمادات، وخرجت عن إطار المسلمين إلى غير المسلمين، لِيُدرك الجميع مدى العظمة النّبويّة الّتي تميّزت برحمة ظاهرة في بيئة شديدة القسوة، في حين أكد الدكتور بدر الدين عبدالله حسن محمد رئيس قسم الشريعة والقانون بجامعة القرآن الكريم بالسودان، أهمية وجود آليات لحماية حقوق الرسول والتكييف القانوني للإساءة للنبي محمد، والآليات الوطنية لحماية حقوقه، وحماية الأديان والرسل في المواثيق الدولية، ومشكلة إنشاء آليات دولية، ومقترح بإنشاء ميثاق إسلامي إقليمي، وآليات لحماية حقوق النبي محمد. واعتبرت الدكتورة رقية عبدالله بوسنان الأستاذ المساعد بجامعة بتانة بالجزائر أن أعظم وأرقى عمل يقوم به الإنسان، هو المشاركة في الكتابة عن محمد، ليس للاعتراف والإنصاف، وإنما خدمة له وتواضعا أمام مقامه الشريف.