استطاع رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم احمد عيد وسط الأخطاء المتراكمة بسبب اخفاقات بعض اللجان والاعضاء ان يرسم الطريق الأسلم نحو فرح الشارع الرياضي واستعادة جزء من هيبة "الكرة الخضراء" أثمر عن ضمان صدارة مجموعته والوصول الى نهائيات آسيا 2015 ثمنه اربعة انتصارات على الصين في الدمامواندونيسيا خارج الحدود ثم العراق "مرتين" في الاردنوالدمام وتعادل واحد مع الصين على ارض الأخير، مع الافضلية المطلقة بحول الله لبلوغ النقطة 16 عندما يستضيف اندونيسيا في ختام التصفيات خلال شهر مارس المقبل، هذا الفرح السعودي المستحق لم يحتفل به الشارع الرياضي كما يجب ويمنحه حقه من التقدير، وحتى و"الأخضر" يصارع على جبهات عدة لم تتوفر له الاجواء المناسبة التي تمكنه من الظهور بصورته الحقيقية، بسبب الاخطاء السابقة (قبل انتخاب الاتحاد الحالي) التي انهكت احوال الرياضة في اعوام مضت، فضلا عن استهدافه من الخصوم علاوة على اخطاء اللجان والاعضاء الذين احرجوا "الخبير" احمد عيد والكرة السعودية مرات عدة، بداية بلجنة الانضباط التي وترت الاجواء بعد حادثة ال"cd" الشهير، وبيان نادي الاتحاد المسكوت عنه حتى الآن، واخطاء الحكام المؤثرة، والتصريحات المتناقضة والمسيئة لبعض اعضاء اللجان، واللجوء الى بعض التغريدات التي تنضح تهورا وتعصبا، والظهور الفضائي والاذاعي للبعض الآخر حتى ظننا ان الاتحاد واللجان ملكا لهم وليس مكان عمل لايلجه الا الشخص المؤهل والرجل الحكيم، والانسان الحريص على عدم شق الصف، وكأنهم يتعهدون بين الفترة والاخرى بلفت الانظار إلى النجاحات التي حققها "الأخضر"، وانشغال الرياضي السعودي عنها، وكذلك النجاحات الاخرى التي سجلها احمد عيد الذي قادته مثاليته وتحمله وصبره وحكمته وبعد نظره وبعض الاعتبارات الى تحمل الكثير من الاحراجات وغض الطرف عنها، حتى ظن هؤلاء ان هذا السكوت عجز عن ردعهم واصلاح الاخطاء التي يرتكبونها. العلاج لابد أن يكون عاجلاً.. والمهنا سيرحل بسبب أخطاء الحكام وهواة الظهور الإعلامي! رئيس الاتحاد السعودي الحالي لايزال يسير بالاتجاه المطمئن للرياضيين وعشاق الكرة، واذا ما استمر على العناية بالمنتخبات ومحاولة التعديل بطريقة متأنية سيقضي على الكثير من السلبيات، ولكن الخشية من بعض الاعضاء ان يحرجوه أكثر ويغيّبون ب"شوشرتهم" وظهورهم الاعلامي الذي لاينم عن عقلية هدفها الصالح العام ، إنما فكر لايرى إلا من زاوية واحدة هذه النجاحات، تابعوا اخطاء بعض اللجان، الانضباط في فترات مضت، ثم بعض اعضاء لجنة الحكام، والحكام أنفسهم، حتماً ستشعرون انهم يسيرون عكس الاتجاه الذي يريده احمد عيد ويحرص على ان تبلغه الرياضة السعودية في المستقبل، عمر المهنا هو الآخر يتعرض الى احراجات غير عادية، وكأن هناك من يريد لهذا الرجل ان يدور من خلال عمله الحالي في حلقة مفرغة حتى يغادر مُجبرا على الرحيل، العلة ليست في عيد ولا عمر المهنا (صحيح ان لهما اخطاء)، انما في بعض الاعضاء الذين يرون ان مجرد وصولهم الى اللجان يعني التصرف كما يشاؤون حتى لو وصل الأمر الى التجاوزات في العمل والتصرفات، والنيل من الناس، واستخدام عضويتهم مطية يركبونها نحو ارضاء ميولهم وتصفيات الحسابات مع من يختلفون معهم، وهذا لن يخدم الاتحاد السعودي ورئيسه ولجانه مالم يجعله في اخطاء واحراجات دائمة. احمد عيد والمهنا لابد ان يكونا اكثر يقظة مما يدور حولهما، فاذا كان الرجلان جاءا لخدمة كرة القدم والتحكيم السعودي والعمل على وضع بصمات ايجابية خلال المرحلة الحالية والمراحل المقبلة، فهناك من جاء بكل أسف تدفعه ميوله وتتحكم به عواطفه وتسيره غاياته واهدافه، شاهدنا كيف هو خروج رئيس وبعض اعضاء الانضباط في مرات مضت، وتابعنا تصريحات وقرارات بعض اعضاء لجنة الحكام والحكام انفسهم، مع الأسف اصبحت معول هدم ومصدر ازعاج، ووسائل تشويش على من يريد ان يعمل، حتى اصبح الرياضي السعودي المخلص يتساءل، كيف وصل البعض الى اللجان اذا كان شعارهم التناقضات والتجاوزات والتصريحات التي تتسبب في احتقان الشارع الرياضي وانقساماته.. نعم هؤلاء يفترض على المسؤول وصاحب القرار ألا يتردد في إبعادهم، لأنهم سيكونون عونا ضده وليس عونا له. ومثل ما ثمن الوسط الرياضي حرص رابطة المحترفين الدوري السعودي برئاسة محمد النويصر على تقنين الظهور الاعلامي لمنسوبيها وضبط هذا الجانب، الاولى باتحاد الكرة ممثلا برئيسه احمد عيد وضع آليه نظامية وضوابط للظهور الاعلامي لمنسوبي لجان اتحاد الكرة خاصة ان اليومين الماضيين وماقبلهما اظهرا ان هناك من يرغب الظهور في بعض البرامج الفضائية والاذاعية لمجرد حبه للاضواء من دون أن يدرك تبعات اساءاته واحاديثه السلبية التي لايمكن ان تعكس رزانة وحكمة عضو جاء الى منصبه بعد فوز وتحر عن احقيته بذلك، لذلك على احمد عيد عاجلا ضبط الامر قبل ان يستفحل ليس بتكميم الافواه، وحجب حرية الرأي ابداً، فالاحاديث المفيدة والنقد الهادف البناء والموضوع الكل يرحب به، لكن المرفوض هو الاساءات التي تسبب الاحتقان بين الجماهير واللغة الحوارية الهابطة التي لاتصدر حتى من مدرجات المشجعين خصوصا اذا ما عرفنا ان لاتحاد الكرة متحدثاً رسمياً هو عدنان المعيبد الذي تعتبر لغته راقية وشتان بينها وبين لغة بعض اعضاء لجنة الحكام الذين أساءوا لها بشكل خاص ولاتحاد الكرة بشكل عام، اذن التحرك لابد ان يكون من جانب عيد من جهة، والمهنا من الجهة الاخرى، حتى يتم تضييق الخناق على كل من يريد استمرار "التشويش" ومن ثم السيطرة على الوضع ولتسير كرتنا الخضراء نحو الاهداف التي تنتظرها الجماهير السعودية، وترى ان تحقيقها بات مسألة وقت، ونستنثي من الفوضى الحاصلة لجنة الاحتراف والمسابقات اللتين اقنعتا الاندية والاعلام والجماهير بعملهما حتى الان.