قبل خمسين عاماً، وعلى وجه التحديد في 28 أغسطس 1963، وقف القس الزنجي الأفريقي مارتن لوثر كنج في واشنطن أمام حشد تجاوز المليون ليحدثهم عن حلمه قائلا: « سأقولها لكم اليوم يا أصدقائي، رغم المصاعب التي تواجهنا اليوم وغدا: إنّني أحلم، وهو حلم متجذر في الحلم الأميركي نفسه، إنني أحلم أنّه سيأتي اليوم الذي تنهض فيه هذه الأمة وتحيا وفقاً لشعارها: إنّنا نتشبث بالحقيقة التي لا تحتاج إلى إيضاح، وهي أنّ الناس ولدوا أحرارا تحت راية المساواة » إنّني أحلم بأنّ أطفالي الأربعة سيعيشون في قلب هذه الأمة دون أن ينظر إليهم وفقاً للونهم أو بشرتهم ولكن وفقاً لطبيعتهم الشخصية، إنّني اليوم أحلم، بأنه في أعماق ألاباما وقاعها حيث الحاكم لا يعرف سوى كلمات الاضطهاد والقمع، سيأتي يوم يمدّ فيه أطفالنا الصغار أيديهم إلى الأطفال البيض كأخوة وأخوات، هذا هو أملنا وهذه هي العقيدة ألتي أعود بها إلى ألاباما (موطنه) وبهذه العقيدة نستطيع أن نحول الأصوات النشاز إلى سمفونية رائعة من الأخوة، وبهذه العقيدة نستطيع أن نعمل معاً، ونصلّي معاً ونكافح معاً ونسجن معاً وندافع عن الحرية معاً، مدركين أنّه سيأتي اليوم الذي نصبح فيه أحراراً، ومن كلّ هضبة ستدقّ أجراس الحرية، وقد اغتيل مارتن لوثر كنج، ولكنّ حلمه تحقق وحقق ما قاله الشاعر الأيرلندي الإنجليزي ييتس من أنّ الرجل العظيم يحقق أحلامه، واليوم يقف على قمة الأمة التي تحدث عنها كنج أفريقي من أصل كيني، وبعد: هل تمتلك الأمة العربية أيّ حلم؟