وكذلك أي إنسان عادي يستطيع أن يفعل ذلك إذا وقف موقفا صلبا وقال: لا في لحظة معينه. هذا ما فعلته عاملة خياطة زنجية أسمها روزا باركس ذفًَّْ عمرها 50 عاما حين ركبت الأتوبيس العام في مدينة من مدن ألاباما اسمها مونتجمري، وجلست في مقعد مخصص للبيض في الأوتوبيس، ثم جاء رجل أبيض وطلب منها أن تقوم ليجلس مكانها فرفضت وأصرت على رفضها فقبض عليها لمخالفتها لقانون العزل العنصري، وغرمت 10 دولارات فضلا عن 4 دولارات مصاريف محكمة لم تملك شيئاً منها، ولكن المواطنين السود في الولاية دفعوها عنها، ولم يكتفوا بذلك بل قرروا مقاطعة جميع أوتوبيسات الشركة، واستمرت المقاطعة ثلاثة عشر شهرا إلى ان حكمت المحكمةالعليا بعدم دستورية العزل في النقل الجماعي، وبذلك انتصرت روزا باركس،ولكن انتصارها الأكبر تحقق على يد قسيس شاب اسمه مارتن لوثر كنج الذي تبنى قضيتها ودعا السود في كل الولايات الأميريكية إلى المقاومة السلمية التي توجت بصدور قانون حق التصويت لكل فرد بصرف النظر عن لونه في عام 1965، وبصدور قوانين أخرى في عهد جونسون الغي بموجبها التمييز العنصري ضد السود. ولكن مارتن لوثر كنج دفع حياته ثمنا لذلك، ولكنه توج بطلا قوميا، وخصص له يوم قومي أسوة بكولومبوس وجورج واشنطن. وبفضل باركس تبوأ زنجيان منصب وزير الخارجية، ويمكن إذا استقال ديك تشيني أن تصبح كوندوليزا رايس السوداء نائبة للرئيس الأمريكي وبالتالي أول رئيسة سوداء للولايات المتحدة، وقد حصلت باركس على ميدالية الحرية الرئاسية، وهي أعلى وسام مدني أميركي في عام 1996، وعلى الميدالية الذهبية للكونجرس في عام1999، وقد رثاها جيسي جاكسون بقوله «لقد جلست لكي نقف نحن السود على أرجلنا» أما السناتور إدوارد كيندي فقد رثاها بقوله «خسرت الأمة امرأة شجاعة وبطلا أميركياً حقيقياً، فقبل نصف قرن نهضت روزا باركس مدافعة ليس عن نفسها فحسب بل عن أجيال وراء أجيال من الأمريكيين.