وصف الدكتور أبو بكر باقادر نفسه في ليلة تكريمه في اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة، أنه فضولي يميل إلى الخوف والشك، وأن معلوماته ومقدراته قاصرة عن ما يطمح إليه، مما خلق علاقة عميقة مع مارد المعرفة المتعلقة بالعلوم الفلسفية والاجتماعية، التي يتم فيها البحث إلى ما وراء المظاهر، لكونها تستدعي فضوله الشخصي، محاولاً بذلك إيجاد تفسير ينحو إلى المعقولية. كما استعرض المحتفى به التحولات التي طرأت على حياته بعد التقاعد بعد محاولته العودة للجامعة إلا أنه لم يفلح في ذلك، مشيرا إلى أن أصدقاءه الجدد تتمثل في المعرفة والكتب قائلاً: لقد وجدت من خبرتي أن في الوحدة عمقا، وأن الإنسان الذي يختلي بنفسه تتجلى أمامه الكثير من الأفكار والتجارب والمعارف التي يمكن أن يصنع منها شيئا ذا فائدة، موضحا أن ترجمته لكتاب (الحكاية الشعبية في الجزيرة العربية) الذي وجد صدى واسعا في فرنسا لما يزخر به من حكايات ومن حكم وصور لم ينتبه لها الكثيرون، معيدا ذلك إلى عدم قيامنا بما فيه الكفاية، إذ نحن مطالبون بإضاءة شمعة يسير على نهجها الآخرون لتكتمل الصور. وقد استعرض باقادر جوانب من مقدمة ابن خلدون واصفاً إياها بأنها تعتبر مادة تاريخية ثرية، إلا أنها لم تحظ بما فيه الكفاية من الدراسات ربما لصعوبة كلامها، مقترحاً تبسيطها في مشروع يستحق العناية والاهتمام، منتقداً غياب الجامعات عن المشهد الثقافي، وانكفاءها على الممارسات التدريسية وغياب البحث فيها، مردفا في هذا السياق قوله: أقر أن الجامعات لم تنجح في تأهيل باحثين، وحذار من جناية الانغلاق، وعلينا إشراك المختصين في القضايا الفقهية مع العلماء، وعلينا أن ندرك أن التاريخ يدرس ليكون وسيلة لفهم المجتمع لا ليتحول إلى مواعظ. من جانبه وصف حسين بافقيه باقادر، بأنه محب للمعرفة بشكل غير معهود، حيث يعمل منذ سنوات على تفصيل وتبسيط كتاب العقد الثمين للفاسي، في جزء منه لكونه مكياً، وذلك سعيا من المحتفى به إلى أن يستكشف العالم من خلال أبرز كتاب يؤرخ للحياة المكية، مردفا قوله: أعرف أنه يبذل نفسه للعلم ولا يستكبر على أحد، لا يبالي أي فئة يحاضر لأنه يريد أن يكون مواطنا صالحا، يريد أن يثبت المعرفة. أما سعود الشيخي فقد أشاد بباقادر، مستعرضا فترة توليه منصب وكالة الوزارة، مشيرا إلى أن الخطط المستقبلية التي وضعها الضيف ما زال من تعاقب بعده يسير عليها باعتبارها نموذجية طويلة المدى. وفي كلمة لعبد المقصود خوجة، استعرض خلالها الحياة الوظيفية للمحتفى به، مشيدا بفترة عمله في وزارة الثقافة والإعلام لشؤون العلاقات الثقافية الدولية، الذي عمل فيها مع أركان الوكالة على تقديم الشخصية المتميزة والوجه الإنساني للوطن، بتوسيع القوى الناعمة الدبلوماسية، لتسهم بدورها إلى جانب الحراك السياسي والاقتصادي، معرجا على ما أصدره المحتفى به من إصدارات تناول فيها الجوانب الاجتماعية في المملكة باللغات الحية كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، فضلاً عن اللغات الأفريقية، منافحاً بذلك عما ينشر سلبياً عن المملكة، وفق برنامج مؤطر وأسلوب علمي حصيف.