عندما اختارت إدارة شركة أرامكو أن تقدم هدية تذكارية لوزير الثقافة والإعلام خلال زيارتهِ معرض إثراء المعرفة، المقام حالياً في الظهران؛ فلم تجد، أثمن من الفن، مقدمةً عملاً تشكيلياً للفنانة السعودية ليلى نصرالله وهي لوحة مستلهمة من البيئة المحلية ومرسومة على سعفات النخيل الخضر، بعد أن استبدلت خامة الكانفس التي يرسم عليها الفنانون التشكيليون لوحاتهم التقليدية، بالحصير المشغول من سعف النخل "الخوص". وعن هذا الهوية الفنية في لوحات ليلى القريبة من روح وعين المتلقي، تتحدث الفنانة، معلقةً: "هذا الشكل هو بمثابة هويتي الفنية، التي عثرت واشتغلت عليها منذ خمس سنوات، وطرحت معرضاً شخصياً، وأستعد لآخر سيقام قريباً في مدينة جدة". أما عن كيفية رسمها على حصير السعف، تجيب: "أشد الحصير السعفي على الإطار، مكان اللوحة العادية، وهي عملية متعبة جداً لقسوة "الخوص"، ثم احضر السطح على عدة مراحل حتى يقبل السطح السعفي، اللون وحتى أحافظ على الحصير اكبر مدة ممكنة، منعاً من تلفه ومن ثم تتعانق الألوان والفكرة في رحلة العمل الفني المضني والعذب في آن". وعن رمزية السعف المحاك داخل اللوحة، ترى ليلى نصرالله، في التشابك والالتقاء بين السعف الأخضر معنى رمزياً يستحق التأمل، حيث يتداخل كل هذا النسيج الأخضر، ليكون "وطن اللوحة". مضيفة: "وهي في قراءة أخرى، عناق الوطن بالماضي الذي نسجت ذاكرته الأمهات وهن يحكن من السعف حصيراً، هو حضن الوطن". الفنانة ليلى عبرت عن سعادتها لاختيار شركة أرامكو لوحتها لتقدم كهدية تذكارية إلى وزير الثقافة والإعلام، بعد أن اقتنى معرض إثراء المعرفة من ليلى مجموعة لوحات.