يعد الرحالة النمساوي – التشيكي موزيل من أعلام الرحلات الذين اختصّوا بتراث البادية ولهجاتها وموروثها الأدبي والشعري، وأحد المفتونين بدراسات العهد القديم الذي دعاه لاستكشاف المنطقة التي شكلت مهد الديانات التوحيدية الثلاثة ( الاسلام , والمسيحية , واليهودية ) وأمضى في المشرق العربي عشرات السنين ما بين 1896م – 1914 م يجول فيها بحثا عن جذور وتتبع المواقع الاثرية المذكورة بالكتب المقدسة.اضافة إلى دراسة الشرق. انت تركب ناقة ( كستنائية )،تحمل له رحلاً له أفخم الوسائد وحل هذا المستشرق ضيفا مكرما عند (الرولة) القبيلة العريقة ذات الحظوة والنفوذ فترات زمنية طويلة واكتسب اسم «موسى الرويلي» نسبة إليهم بالإضافة لاسمه الذي أطلقه على نفسه (موسى بن نمسا). وذلك بعد ما توطدت علاقته مع الشيخ النوري بن شعلان، الذي وضعه تحت حمايته وسهل مهمته وتبناه صديقا, كما كُرّم أيضا من قبل بني صخر وبعض قبائل الشمال وبذلك اكتسب تقدير واحترام العشائر والقبائل في المنطقة، وساعدته قدرته على التلاؤم مع أهل هذه المناطق، واكتساب ثقتهم ، على جمع كمّ هائل من المعلومات العلمية حتى عاد منها سنة 1909 م محملا بغنائم علمية فاقت توقعات كل الاوساط العلمية والسياسية في بلاده جمعها من خلال مجموعة من الكتب من ابرزها كتابه (في الصحراء العربية) الذي نختار منه في هذه اليومية قصيدة طريفة ليس في مضمونها وإنما لأنها وجهت ل (خواجه) يفترض ان لا يكون عنده القدرة على تفريغها أو نقلها في تراجمه بموسيقاها وايقاعها الدقيق . ويبقى هنا أن نكون أكثر تسامحا خصوصا في الجانب المتعلق بشرحه لبعض معاني القصيدة الشعبية بطبيعتها التي تصعب حتى على غير المتمرسين من ابناء بيئتها والتي نظمها أحد الشعراء بمناسبة مقدمه للجوف للمرة الثانية في مجلس (عامر) وعامر هذا منصوب الشيخ نواف بن شعلان الذي كان قد استعد مع كبار رجال الجوف للترحيب به رسميا فتلا شاعرهم قصيدته التي حاولنا تلافي ما استطعنا تلافيه من أخطاء تأتي عادة بسبب الترجمة قال فيها : ابدى بذكر الله على كل نية رب كريم عالم بالخفيات يا راكب من فوق حمرا ثنية حرة هميمة من ركاب الشرارات ما سامها الشّراي بأعداد مية ولا نوخت للشيل دوم معافاة مرباعها بأطراف نجد العذية ترعى زهر نوار ورد الذوابات فوقه شداد والميارك زهية وسفايفٍ لب البريسم حليات تمد من بيتٍ علومه طرية الشيخ شيال الحمول الثقيلات من بيت أبو نواف ذيب السرية زيزوم مجلس كاسبين النفالات فوقه غلام ما يهاب الدوية يوصل كلامي للديار البعيدات اليا لقيت أديار هاك السمية ابدي له البشرى وزدله سلامات قل حرٍ لفى من عندكم له نوية نجم شبيه سهيل مابه غباوات باج البلاد العامرة والخلية بعقل رجيحً ما يهاب العسيرات الشيخ ( موسى ) اللي علومه شفيه يحفظ علومٍ من دهور بعيدات ما جابت الخفرات مثله حليه ولا له شبيه مع شيوخ البداوات حاكم وزير وعارف كل شية ولا له مثيل كود ابا زيد بصفات حلو المثايل والكفوف السخية شبيه حاتم ما يهاب الخسارات سنه ضحوك وجرعته باسلية فرز القناصل والمشاور صعيبات ليث غضنفر ما يداني الردية درع حصين يذخرونه لعازات وان يسر المولى وزانت النية لا زم يجيكم بالعلوم الثمينات علوم البوادي وحضرها والرعية ديار رولة وفدعان وارض العمارات وديار نجد والفروع الخلية مع ديرة الصوان وارض الحويطات هذي أفعال اللي خصاله وفيه كنز الفخر بحر الندى والمروات قام بعد ذلك بترجمتها وشرح معانيها بلغته على النحو الاتي : أبدأ حديثي بذكر الله, الاله العالم بكل الأشياء – مكشوفها ومستورها انت تركب ناقة (كستنائية) عمرها خمس سنوات , أصيلة رشيقة من قطعان الشرارات – لم يعرض أحد مائة جمل مقابلا لها .!! – لم تركع أبدا لحمل وتتوفر لها العناية الجيدة . ! ترعى في أيام الوفرة في نجد تأكل الأزهار والورود الغضة , تحمل له رحلا له أفخم الوسائد حيث تستقر القدم وشرائطها الزاهية الألوان من أكثر الحرير نقاء . تخرج من الخيمة بآخر الأخبار , عن الزعيم الذي يثقل نفسه بأحمال ثقيلة , من خيمة أبو نواف ذئب القوات المنتقاة.!! , درع الحماية لمن يتجمعون هناك .! وكل غنائمه للصداقات – يركب عليها بطل لا يخشى الصحاري الشاسعة , يذهب بالأخبار للديار البعيدة , وان كنت يوما ستصل إلى تلك البلاد , فابدأ بالأخبار السعيدة وأضيف تحياتنا – قل منك جاء صقر صيد , متألق كنجم سهيل الذي لا يخفى , استكشف البلدان المستوطنة والصحاري . بفكر ثاقب لا يخشى المخاطر – الزعيم ( موسى ) الذي لا تأتي معه الا الأخبار السعيدة , وعلى الأحداث الماضية يسيطر – لم تلد أي جميلة طاهرة شخصا آخر مثله ,! وليس بين البدو له من نظير – حاكم وزير يعرف كل الأشياء – ليس له مثيل سوى ابي زيد الأسطوري , كم من الأمثلة الجيدة تعطي كفه السخية , مثل شخص يعطي ولا يخشى الخسارة .!! بفم مبتسم وعزيمة لا تقهر – يفوق جميع القناصل ويعطي النصح في الامور الصعبة – أسد هصور لا يحتقر الا الأوغاد .! يلجأ المظلومون إلى درعه القوية للحماية – إذا ساعده الله ونجح في غايته , فانه سيعود بأخبار هامه لكم , عن البدو والحضر , عن مربي الغنم والماعز الرحل – عن أرض الرولة والفدعان والعمارات – عن مناطق نجد وكذلك عن الوديان الواسعة , عن بلاد الصوان وبلاد الحويطات – بهذه الأفعال كنز لنفسه كنزا من الشهرة وبحرا من المعرفة والسمات النبيلة . نواف بن شعلان النمساوي موزيل