رغم أن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لم يعلن رسمياً رغبته في الترشح لولاية رئاسية رابعة غير أن الموالين لتوليه الرئاسة مجدداً والرافضين لذلك يكادون يتراشقون بالمقاعد داخل الحزب نفسه الذي نصّب بوتفليقة رئيسا شرفيا له وهو حزب جبهة التحرير الوطني الذي حكم البلاد زمن الأحادية لأكثر من ربع قرن. وكان فندق "الأوراسي" أمس مسرحاً لتراشق جديد بين الفريقين المتناحرين داخل الحزب العتيد على خلفية اجتماع دعا إليه عمّار سعيداني لتعيين المكتب السياسي واستغلال المناسبة لإعلان دعم الحزب الرسمي لبوتفليقة ، ولم يتوقف سعيداني منذ تنصيبه أمينا عاما قبل أربعة أشهر عن إعلان دعم حزبه لترشح الرئيس ما أثار حفيظة زعامات لها حجمها في الحزب نفسه يتقدمها عبدالرحمن بلعياط وعبدالكريم عبادة الرافضين لترشيح الرئيس ، وشددوا على شروط "دستورية و صحية" يجب أن تتوفر فيه في حال كشف عن رغبته في الترشح للرابعة مثلما أعلنوه في ندوة صحفية نشطوها الجمعة بالعاصمة الجزائر. ويمّر الحزب العتيد في الجزائر منذ 29 أغسطس الماضي بحالة شد وجذب داخل أروقته ، تعطي الانطباع أن ثمة أزمة داخلية تعصف بالحزب السياسي الأقدم في البلاد لكنها في النهاية مثلما يقّره العارفون بالشأن السياسي في الجزائر مجرد "تسخين" عشية انتخابات رئاسية لم يعد يفصل الجزائريون عنها سوى 5 أشهر. ويشهد الحزب ما يشبه التناحر بين جناحين اثنين كلاهما دعّم الرئيس بوتفليقة العام 2004 لاعتلاء كرسي قصر المرادية لكن الجناحين اليوم يدخلان في لعبة لا يعلم أحد خباياها ، أحدهما بقيادة الأمين العام الحالي للحزب عمّار سعداني ، الرئيس السابق للغرفة البرلمانية الأولى، المحسوب علنا على الرئيس بوتفليقة، والآخر بقيادة عبدالرحمن بلعياط ، زعيم التقويميين، الذي يطعن في شرعية انتخاب الأمين العام الحالي ويصفه والموالين له ب "المارقين" و "المتزلفين" للرئيس على خلفية دعم هؤلاء لترشحه للرابعة دون أن يعلن الأخير عن ذلك رسميا.