إذا كان هناك احتمال مؤكد ومتكرر في أي مجتمع آخر بأنك لن تجد بين مواطنيك مَنْ يحوّلون ما في بلادهم من إيجابيات إلى تجاهل من ناحية وبذل جهود لترويج سلبيات غير صحيحة وغير منطقية من ناحية أخرى.. هذا حدث من غيرنا، وتستطيع القول إنه تم بشكل مضحك يفتقد إلى برهان أي واقع، وإلى حقائق أي تهمة وادعاء أكذوبة.. بلادنا.. أجزم أنه لا يوجد - عربياً أو دولياً - مَنْ يشكّك بجزالة ما هي فيه من تقدم، وجزالة ما حققته من مكاسب، ووضوح ما هي عليه من واقعية تعاملات موضوعية ومنطقية.. بل إنها - وعبر سنوات طويلة - كانت دائماً خارج أي صراع عربي.. خارج أي منتديات رأي مضحكة توزّع الاتهامات والادّعاءات أحياناً عبر مواقع نت.. أقلية صحفية معروفة.. وأقلية أخرى يوحي لك تعدد نوعية أخبار الشتائم وتلفيق الأكاذيب بأنها متخصصة في الإساءة إلى بلادنا.. هكذا يقال.. لكن نحن نقول إنها بين واقعين: إما مؤثرات فشل مستبد تحول إلى بؤس الفقر والعزلة.. أو أن يجد في وسائل أخرى لغة دول غير عربية من أبرز أهدافها تجزئة العالم العربي والتشكيك في قدراته.. لكن المملكة.. هي بعيدة عن كل ذلك.. حيث مع الاستهداف لها هي في حالات نجاح مذهل، نجدها وبوضوح رائع أنها بعيدة عن هذا الإسفاف والضعف عند الآخرين، ومن ناحية أخرى هي في حالة وجود مناعة تبعدها كثيراً عن هذا الضعف الواقع عند غيرها.. أستغرب جداً.. كيف تتوفر مواقع ادّعاءات هزيلة تحاول أن تدّعي الذكاء عندما تريد الإيهام بأن ما تعرضه هو مجموعة آراء.. وأن ما تقوله لن تعرف نتائجه الآن.. ما هو رائع التواجد في ذاكرتنا أننا نعي جيداً مسار مختلف التطور في بلادنا.. مختلف مسارات الجهود بنا بعيداً عما هو فيه.. مع الأسف.. معظم دول عالمنا العربي من ضعف وضياع.. في الماضي كنا نقلق من افتراءات غير موضوعية، أما في واقع الحاضر فإن منجزات ما لنا من جهود وجزالة ما لتعدّد تعاوننا الاقتصادي والسياسي من مكاسب.. يجعلنا كل ذلك نبتسم ساخرين لتعدّد ضياع مَنْ يتكلم ولا يعمل..