قبل عشر سنوات تحولت القردة بينتي فجأة إلى نجمة عند إنقاذها طفلاً سقط داخل جناح الغوريلا في حديقة حيوانات بروكفيلد بشيكاغو. وقد احتلت هذه الغوريلا العناوين الرئيسية في الصحف بعد إنجابها لطفل وتحولها إلى أم. وفي 16 أغسطس 1996 سلطت الأضواء على الغوريلا بينتي، عندما سقط طفل في الثالثة من العمر من الحاجز الذي يحيط بجناحها، بعد تسلقه على الحاجز الذي يبلغ ارتفاعه 15 قدماً، داخل الجناح. وبينما كان الطفل الجريح غائباً عن الوعي أسرعت بينتي لإنقاذه. وفي تصرف ينم عن العطف والذكاء قامت بأخذ الطفل في ذراعيها القويين وذهبت به إلى مدخل الحديقة ووضعته أمام الحارس. واحتفى العالم ببينتي التي يعود إليها الفضل في إنقاذ حياة ذلك الطفل. وللأسف لم تجد بينتي ما تستحق من احترام من بني جنسها، حسب رواية المشرفين عليها. ويقول كريغ ديميتروس رئيس المشرفين على جناح الغوريلا في حديقة بروكفيلد: «تعيش بينتي باستمرار على الهامش!». وحتى ابنتها كولا التي كان عمرها عاماً واحداً عندما قامت والدتها بإنقاذ ذلك الطفل في تصرف بطولي، تجد تقديراً أكثر منها. ولكن كل ذلك تغير الآن مع قدوم المولود الجديد. ويقول الحراس أنه بمجرد فتح أبواب الحديقة في صبيحة اليوم التالي لولادتها، تسلقت بينتي قمة الجبل الموجود في جناح الغوريلا لتتبوأ المكانة التي تستحقها بين أعيان القرود. وتقول بيتي غرين، كبيرة المشرفين في الحديقة: « إن الحصول على طفل يمنح القردة مكاناً أفضل للنوم في المستوطنة. وهي الآن تنام في موقع أمامي في وسط المستوطنة في الجهة الأمامية من الجبل». وتحب بينتي عرض طفلها على والده رامار، الذي يحتل مركز القائد في المجموعة. وتنحدر بينتي من أسرة عريقة، وعليه فمن غير المدهش أن تتمتع بقدرات عالية. حيث كانت عمتها كوكو القردة التي اشتهرت بمخاطبة الحراس بلغة الإشارة في حقبة السبعينات من القرن الماضي.