في مرحلة مضت، كان النص الشعري يمر بمرحلة كتابية مبدعة أدت إلى احتواء الذائقة القرائية بشكلٍ كبير بين أوساط المتلقين من القراء والمتابعين، تلك الفترة كانت بمثابة العصر الذهبي للنص الشعري عكس ماهو الآن موجود. ولعلنا نتذكر العديد من شعراء تلك المرحلة الذين استطاعوا في تلك الفترة أن يبدعوا في كتابة النص الشعري عندما كان سباق الصحافة الشعبية على أشده وروح المنافسة متوهجة آنذاك، ومن هنا نستشعر الفرق الآن بين تلك المرحلة والمرحلة الحالية إذ أننا لم نعد نجد بُعدا كتابيا مبدعا للنص الشعري الذي يجب أن يبقى، بل يجب أن يكون متوهجاً ومبدعاً. في زمن الصحافة الشعبية، كنا نتلهف كثيراً لمتابعة شعراء تلك المرحلة الذين دخلوا بإبداعاتهم الكتابية للنص الشعري بجمال المفردات وروعة المعاني والفكرة ولو أنه كان هناك نوعاً من السلبية التحريرية الواضحة للشعراء والقراء من خلال العملية التحريرية التي أخذت في ذلك الوقت حقها من التعقيب والحديث والنقاش والملاحظات، لكون المحسوبيات طغت وبشدة على عملية النشر مما حد من تفاعل أولئك الشعراء المبدعين واختفائهم من على ساحة الشعر والنشر بل والصحافة الشعبية بأكملها. مايهم هنا هو النص الشعري المبدع دون النظر إلى اسم الشاعر وهذا مايجعلني أقول بأن النص الشعري يأتي أولاً بمافيه من جماليات وإبداعات كتابية في مرحلة الإبداع تلك التي لا زلنا نتذكرها ونتذكر شعراءها خصوصاً المبدعين الذين لم يحالفهم الحظ في الدخول ضمن محسوبي تلك المرحلة على مسؤولي التحرير الشعبي آنذاك، غير أننا قرأنا لهم إبداعاً من خلال الكتابة خارجياً في الصحف والمجلات المختلفة. في الوقت الحاضر أصبحت الكتابة للنص الشعري مصابة بتلوث في الفهم لأننا لم نعد نجد في النص مايشبع الذائقة والفكر إلا في النادر أو فيما تبقى من إبداعات لشعراء عاشوا في تلك الفترة الماضية.. فترة الصحافة الشعبية.. شعراءها المبدعين. ولعلنا نحاول الآن بتضافر الجهود إعادة صحافة شعبية متطورة وصادقة نخلق منها إبداع مرحلة جديدة يتنافس على ساحتها شعراء لعلهم يبدعون. أخيراً: فلق سيف الهوى وجه المعرفه والزمان شحيح وهمٍ طاح في ليلٍ قتل لونه وديباجه كتبتك والورق ينزف وحرفي هزه التجريح حدود السالفة تبكي وليلك يطفي سراجه