في الوقت الذي لم تنف وزارة الدفاع الجزائرية أو تؤكد الخبر الأمني الذي تداولته بعض الصحف الجزائرية الخاصة نهاية الأسبوع الماضي استنادا إلى مصادر عسكرية وأمنية متطابقة بخصوص الكمين الإرهابي الذي استهدف قافلة تابعة لقوات الجيش والحرس البلدي بمنطقة رأس الميعاد الحدودية بين ولايتي الواديوبسكرة (420 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائر) والذي أودى بحياة 15 عسكريا و3 من عناصر فرق الدفاع الذاتي وحصيلة غير معروفة من الجرحى، أقدم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بداية الأسبوع باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني على تعيين العميد عبد الرزاق شريف قائدا عاما للمنطقة العسكرية الرابعة خلفا للواء عبد المجيد ساحب. واعتبر المتتبعون للشأن الأمني في الجزائر، التعيين الجديد الذي مس المنطقة الرابعة، التي تضم الولاياتالجزائرية التي تقع على بوابة الصحراء، وهي بسكرةوالوادي وورقلة وغرداية، ذا علاقة مباشرة بالعملية الإرهابية الخطيرة التي وقعت بولاية «بسكرة» ضمن هذه المنطقة العسكرية، والتي كبدت الجيش الجزائري خسائر بشرية هي الأهم منذ الثلاث سنوات الأخيرة .. في وقت يشير الخطاب الرسمي إلى أن التنظيمات الإرهابية تعيش الاحتضار، بعد الضربات الموجعة التي تلقتها من لدن قوات الأمن الجزائرية المشتركة، بعد القضاء على أهم الرؤوس الإرهابية خلال العام 2004 ومطلع العام الجاري وإعلانها مؤخرا مقتل زعيم الجماعة الإسلامية المسلحة «الجيا» رشيد أبو تراب على يد أتباعه واعتقال خليفته في شهر نوفمبر الماضي، الأمر الذي جعل تحاليل المتتبعين تتفق على نعت خبر التعيين الجديد الذي أعلنت عنه رسميا وزارة الدفاع الوطني بأنه «عزل بكل المقاييس». وتزامن قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عزل اللواء عبد المجيد ساحب واستخلافه بالعميد عبد الرزاق شريف الذي تشير مصادر أمنية أنه يشرف شخصيا بالمنطقة على عمليات التمشيط الواسعة التي تقودها قوات خاصة تابعة للجيش لتعقب منفذي الهجوم الإرهابي الذين كان عددهم 50 مسلحا يرتدون الزي الأفغاني، ومزودين بأسلحة آلية متطورة منها صواريخ (آر. بي. جي)، تزامن مع تبني تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال على موقعه بالإنترنت نهاية الأسبوع، الاعتداء الذي استهدف القافلة العسكرية بمنطقة رأس الميعاد.. وقال البيان المنشور الذي يحمل توقيع المدعو «أبو ياسر سياف» رئيس الهيئة الإعلامية للتنظيم أن الهجوم نفذه زعيم التنظيم بالمنطقة التاسعة الصحراوية «خالد أبو العباس» الذي يدعى أيضا «الأعور» واسمه الحقيقي مختار بلمختار المتهم الرئيسي في اختطاف السياح الأجانب بعمق الصحراء الجزائرية، الذي فرّ باتجاه شمال المالي حيث يوجد حاليا وأصدرت بشأنه السلطات الجزائرية مذكرة اعتقال دولية . ولم تستبعد تعليقات المحللين أن يكون الأعور هو من نفّذ الهجوم الإرهابي للتقارب الشديد في الطريقة التي تم بها استهداف القافلة العسكرية، التي لا تختلف عن تلك التي اعتمدها أحد رؤوس التنظيم الإرهابي عمار صايفي المدعو «عبد الرزاق البارا» المعتقل حاليا لدى السلطات الجزائرية بعد تسلمه من قبل السلطات الليبية في شهر نوفمبر الماضي عندما استهدف في جانفي 2002 قافلة عسكرية من القوات الخاصة أدت إلى مقتل 54 مظلياً بالقرب من نفس المنطقة العسكرية بين ولايتي بسكرة وباتنة.