نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الامريكية في تقريرها العالمي لعام 2005 بشأن حقوق الإنسان، بعمليات التعذيب التي تعرض لها المعتقلون العراقيون في سجن ابو غريب على ايدي العسكريين الامريكيين، وطالبت بتعيين مدع خاص لمتابعة هذه الفضيحة. ورأت المنظمة الدولية في تقريرها الذي نشر يوم الخميس ان التجاوزات التي تم ارتكابها في سجن ابو غريب تعتبر امثلة صارخة على انتهاك حقوق الإنسان لعام 2004 وقالت ان على السلطات الامريكية ان تعين مدعياً خاصاً يتولى التحقيق في هذه القضية. وذهبت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، في تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان في العالم الى حد وضع ما جرى في ابو غريب وما يجري في دارفور على قدم المساواة. واوضحت ان النظام الدولي لحماية حقوق الإنسان تعرض لمحنة قوية العام الماضي في ازمة دارفور وفي فضيحة ابو غريب. وقالت المنظمة ان الامرين ليسا متشابهين لكن حيوية حقوق الإنسان على الصعيد الدولي تتعلق بقوة الرد «من جهة لوضع حد للمجازر التي ترتبكها الحكومة السودانية في دافور، ومن جهة أخرى لاجراء تحقيق شامل وملاحقة المسؤولين عن التعذيب وسوء المعاملة في العراق وافغانستان وغوانتانامو امام القضاء». وطالب تقرير المنظمة الولاياتالمتحدة بتعيين مدع خاص يتولى التحقيق مع الموظفين الامريكيين الذين شاركوا في عمليات التعذيب والمعاملة الوحشية وغير الإنسانية او المذلة ومع من اصدر الاوامر بهذا الخصوص او كان في موقع المسؤولية. وقال مدير المنظمة كينيث روث في مؤتمر صحافي «لاحظت المنظمة ان المسؤولين الكبار في الادارة سعوا الى القاء الخطأ على الجنود الشبان الذين ارسلوهم للقتال في العراق وافغانستان بدلا من تحمل مسؤولية السياسات والاوامر التي ادت الى اضعاف القواعد التي تمنع التعذيب والمعاملة غير الإنسانية». واضاف «ان قدرة الحكومة الامريكية تتراجع في ممارسة الضغط لكي يتم احترام العدالة في الخارج لانها هي نفسها ليست مستعدة لتحقيق العدالة في الولاياتالمتحدة ذاتها»، مشددا على ان التحركات الامريكية الاخيرة في اطار ما تصفه السلطات «بالحرب على الارهاب» نالت من سلطة واشنطن في مجال حقوق الإنسان والعدالة. واوضح التقرير ان الادارة الامريكية ردت على اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 بالتغاضي عن القواعد المتعلقة بحقوق الإنسان وحذت حذوها الحكومات الأخرى لانتهاك حقوق الإنسان متذرعة بالموقف الامريكي نفسه. وشرح روث الامر بالقول «بالنسبة للحكومات التي واجهت ضغوطا امريكية في اطار حقوق الإنسان، يبدو من السهل عليها حاليا ان تعكس الادوار.. ويبدو من الصعب على الادارة الامريكية ان تدافع عن مبادئ تقوم هي نفسها بانتهاكها». وحول دارفور، شدد روث على ضرورة وضع قوة عسكرية كبيرة بتصرف الاممالمتحدة لحماية السكان في هذه المنطقة. وقال «ان الولاياتالمتحدة وحكومات غربية أخرى ترتكب خطأ عندما تكتفي باحالة الموضوع برمته الى الاتحاد الافريقي الذي لا يملك الموارد ولا التجربة للقيام بعمليات عسكرية بهذا الحجم». وابدى روث اخيراً اسفه لان «دارفور ضربت كل ما قطعنا من وعود بان الامر لن يتكرر ابدا».