حفز التطور التقني الذي تشهده الصناعة النفطية بالتناغم مع ارتفاع أسعار البترول، الشركات النفطية الكبيرة إلى مضاعفة استثماراتها في المياه العميقة في قيعان البحار والمحيطات التي كانت في السابق عصية على هذه الشركات للظروف المناخية القاسية التي كانت تغلفها وتحول دون الاستفادة من الثروات الكربوهيدراتية الكبيرة التي ترقد في أديم أراضي هذه المياه منذ ملايين السنين. وأشارت تقارير متخصصة صدرت حديثا إلى أنه من المتوقع ارتفاع الاستثمارات النفطية في أعماق البحار والمحيطات خلال العقدين القادمين إلى 130 بليون دولار سنويا مقارنة بحوالي 27 بليون دولار سنويا في الوقت الراهن، يدعمها التطور التقني والاختراعات الحديثة لمعدات تستطيع القيام بعمليات مثل المعالجة المبدئية للنفط والغاز الخام والتخلص من الشوائب وكذلك القدرة على ضخ المياه إلى الحقول بحيث تجرى هذه العمليات تحت مياه المحيطات دون الحاجة إلى نقلها إلى اليابسة. ما يجعل ذلك أكثر ربحية من الاستثمار في النفط والغاز الصخري. ونقلت نشرة "اويل اند انيرجي انسايدر" المتخصصة تقارير لمختصين في الطاقة تشير إلى أن هذه النقلة ستساهم في الاستفادة من احتياطيات مكامن الحقول البحرية العميقة والتي كانت في السابق تستغل بنسبة 9% نظرا للعوامل المناخية التي تحيق بها وتعرقل استغلال ثرواتها، مبينة أن جميع الدراسات توضح بأن هناك كميات كبيرة من النفط والغاز تختزن في باطن الأرض تحت مياه المحيطات والبحار ما سيدعم توفر مصادر الطاقة وتحقيق الاستقرار لأسعار النفط والغاز بمستويات تكون مناسبة للمستهلكين والمنتجين وتعزز من التقدم الصناعي وإنعاش الاقتصاد العالمي. وأكدت التقارير على أن بقاء أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل ساهم في دفع الشركات البترولية إلى ضخ الاستثمارات الكبيرة في مناطق نائية كانت عذراء قبل عدة سنوات، مشيرة إلى أن مضاعفة الاستثمارات سيكون مفيدا لاستمرار تطور تقنية الصناعات الطاقوية ويفضي إلى القدرة على الوصول إلى هذه المكامن النائية التي تقدر احتياطياتها ببلايين البراميل.