يؤدي نقص فيتامين (د) الى الكثير من الأعراض والمشاكل الصحية خاصة تلك التي تتعلق بالعظام والعضلات، ويحتاج الجسم الى كميات كافية من فيتامين (د) لكي تقوم الأمعاء بامتصاص الكالسيوم من الطعام والشراب الذي نتناوله ومن ثم استخدام هذا الكالسيوم الممتص لبناء عظام وأسنان قوية وصحية، كما أن له دورا مهما في صحة العضلات. غالبا ما تكون أعراض نقص فيتامين (د) خفية، إلا انه ولدى بعض المرضى قد يتسبب نقص الفيتامين بالكثير من الآلام المزمنة، كالتي تحدث في اسفل الظهر وآلام الكتفين والمفاصل، كما يؤدي في الحالات المتقدمة الى "لين العظام" (يسمى الكساح عندما يحدث في الاطفال) والذي يؤدي إلى كسور في قشرة العظم وآلام مبرحة وربما أدى نقص فيتامين (د) المزمن الى هشاشة العظام. وتشير بعض الدراسات إلى أن نقص فيتامين(د) قد يلعب دورا في بعض الأمراض الأخرى وعلاجها كمرض السكري بنوعيه الأول والثاني، التصلب المتعدد، الضعف الإدراكي لدى كبار السن والربو الحاد عند الاطفال وغيرها، إلا ان هذه الدراسات تحتاج الى توثيق طبي. ويعاني عدد كبير من المجتمع السعودي من نقص فيتامين (د) ويرجع هذا النقص إلى عدة أسباب من أهمها عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس وذلك لشدة حرارتها إضافة إلى عدم تناول الوجبات الغذائية الغنية بفيتامين (د) كالأسماك الدهنية ومنتجات الألبان المقواة بفيتامين(د). إن المصدر الرئيسي لفيتامين (د) هو التعرض لأشعة الشمس، حيث تقوم الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس بتحويل الكولسترول المخزون تحت الجلد الى فيتامين (د) وبهذا يتم تزويد الجسم بحوالي 80٪ من حاجته من فيتامين(د)، ماتبقى من حاجة الجسم من فيتامين(د) نحصل عليها من الوجبات الغذائية التي نتناولها. ومن ثم يقوم كل من الكبد ومن ثم الكلى بتنشيط فيتامين(د) لكي يستفيد منه الجسم. ولهذا فإن الأشخاص المصابين بأمراض الكبد أو الكلى المزمنة يكونون أكثر عرضة الى نقص فيتامين (د) كما أن الأشخاص المصابين بحالات الإسهال المزمنة وحالات خلل الامتصاص هم عرضة إلى نقص الفيتامين لعدم قدرتهم على امتصاص الفيتامين من الأمعاء. ويتعرض الأشخاص ذوو البشرة الداكنة أكثر من غيرهم لنقص فيتامين(د) لاحتياج بشرتهم لامتصاص كمية أكبر ومدة أطول من التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية لتكوين ماتحتاجه أجسامهم من الفيتامين. وتزداد حاجة الأم الحامل أو المرضع من فيتامين(د) خلال فترة الحمل أو الرضاعة ولتجنب نقص فيتامين (د) فعلى الأم تناول الأغذية الغنية بفيتامين(د) والكالسيوم وإن أمكن التعرض الكافي لأشعة الشمس. فالمرأة الحامل والمرضعة، وكبار السن خاصة الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة، والأطفال، الأشخاص ذو البشرة الداكنة والذين لا يتعرضون بشكل كاف لأشعة الشمس هم الأكثر عرضة من غيرهم للإصابة بنقص فيتامين(د). ويمكن معرفة مستوى فيتامين(د) عن طريق اختبار مستوى الفيتامين في الدم 25 هيدروكسي فيتامين (د) وهي الطريقة الأكثر دقة، كما أن الطبيب المعالج غالبا ما يقوم بفحص مستوى الكالسيوم في الدم للتأكد من عدم وجود نقص متصاحب بنقص فيتامين(د). والعلاج يتضمن التعرض الكافي لأشعة الشمس، ولابد من الانتباه بأن التعرض المفرط لأشعة الشمس له أضرار، خاصة لدى أصحاب البشرة الفاتحة، ويكفي تعرض الطرفين العلويين والسفليين لأشعة الشمس بين الساعة 10-4 ولمدة 15-20 دقيقة ثلاث مرات اسبوعيا. كذلك من المهم أن يتناول المريض الأغذية الغنية بفيتامين(د) مثل منتجات الالبان، وبعض الاسماك خاصة الأسماك الدهنية كسمك السلمون وسمك التونة والسردين، صفار البيض، المشروم (الفطر)، وبعض الخضروات كأوراق السبانخ، والكبدة. إضافة الى بعض الأطعمة المدعمة مثل حبوب الإفطار أو السيريال. كما يوجد فيتامين(د) في المكسرات كالجوز واللوز. في بعض الحالات قد يقرر الطبيب إعطاء المريض أقراصا او كبسولات فيتامين(د) وبجرعات مناسبة وقد ينصح الطبيب المريض بتناول بعض المكملات الغنية بفيتامين(د) مثل زيت كبد الحوت. * قسم طب العائلة