قبل عدة سنوات كان هناك اتجاه كبير إلى الدواوين الشعرية واقتنائها من قبل شريحة كبيرة من محبي ومتابعي الشعر الشعبي، وبمرور الزمن وحدوث التطور التقني الإعلامي من خلال الشبكة العنكبوتية، أصبح يتلاشى الاهتمام بالدواوين الشعرية، بل أصبح اقتناؤها على نطاق ضيق. أذكر قبل عدة سنوات أن الطابع السائد على ساحة الأدب الشعبي بين الشعراء والمتلقين والمتابعين للشعر الشعبي هو متابعة الإصدارات الشعرية المختلفة للعديد من الشعراء، بكل كان هناك سباق على اقتناء تلك الدواوين وبكل شغف. بمعنى أن القراءة كانت تسير بكل جدية وشغف من قبل الكثير من مثقفي الساحة آنذاك، لأنهم يبحثون عن المصدر والحدث وعن النص الشعري المبدع والحقيقي في ساحة الأدب الشعبي. في تلك الفترة، كان زاد الشعراء المبدعين يكمن في قراءتهم الدواوين الشعرية الشعبية للعديد من الشعراء المبدعين، بل كانوا يكتبون عنها من خلال الصحف والمجلات، بمعنى أن القراءة آنذاك كانت هي الغذاء الوحيد للشاعر الذي يريد أن يبدع في كتابته النص الشعري. ظهرت التقنية الحديثة، وبدأت تلك الدواوين الشعرية في التلاشي شيئاً فشيئاً بل سحبت تلك التقنية البساط من تحت إصدار الدواوين الشعرية وقراءتها واقتنائها في زمن نحن بحاجة لقراءة أكثر وتقليب صفحات أكثر لفهم أعمق وتمكن متزايد حتى نصل لذائقة حقيقية. الآن أصبحت القراءة شبه معدومة للدواوين الشعرية أو ماتبقى منها الآن لأن الكل أصبح يتابع عبر تلك القنوات الإعلامية التقنية كالمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعية المختلفة، ويبقى السؤال هنا هو: هل فقدنا القراءة للدواوين الشعرية..؟ أخيراً : أبا أسألك: منهو على ليلك .. توشحك وصاحبك وحبك ومنهو أنا لليل في عطرك يشمه .. أبا أسألك: كان الهوى يرسم جمالك وكل المرايا / تحتويك وتلمك منهو أنا باللنسبة لك .. ماغفا ليل العطر فيك .. وما سرا بك كل همي // وهمك.