استشهد في مستشفى العفولة الاسرائيلي شمال فلسطينالمحتلة صباح أمس، الأسير حسن عبد الحليم الترابي (23 عاماً) من قرية صرة في محافظة نابلس جراء مضاعفات صحية نجمت عن اصابته بسرطان الدم "لوكيميا" بعد أن أهملت سلطات الاحتلال علاجه ورفضت إطلاق سراحه ليموت بين أهله. وكان الترابي نقل الى مشفى العفولة بعد تدهور حالته الصحية، جراء سياسة الاهمال الطبي في سجون الاحتلال علما انه مصاب بهذا المرض منذ سنوات، ولم يكن يتلقى الرعاية والعلاج اللازمين شأنه شأن المئات من الأسرى المرضى. وذكر وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ان الترابي الموقوف في سجن مجدو منذ 10 شهور أصيب بنزيف داخلي نتيجة انفجار في الأوعية الدموية، نقل على إثره الى مستشفى العفولة في السادس عشر من آذار/مارس الماضي حيث فارق الحياة صباح أمس. وحمل قراقع سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده. واعتبر رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن استشهاد الترابي مؤشر خطير على ما يتعرض له الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، ما يستوجب تدخلاً دولياً ملحاً من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى المرضى في ظل ما يتعرضون له من سياسة اهمال متعمد. كما حملت جمعية ( أطباء بلا حدود ) مصلحة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الترابي. وقالت المنظمة في بيان "إنه تم نقل الأسير الفلسطيني إلى المستشفى في مرحلة متأخرة جدًا ما أدى إلى استشهاده." وأوضحت أن سلطات الاحتلال قررت في السادس عشر من الشهر الجاري الإفراج عن الأسير الترابي، بعد تردي حالته الصحية بشكل خطير، حتى لا تحاسب أو يحقق معها، مبينةً أنه لخطورة وضع الترابي الصحي في مستشفى العفولة كان لا يمكن نقله لأي مكان آخر . واثر استشهاد الترابي عمت سجون الاحتلال حالة من التوتر والغضب، حيث اعلن الاسرى الحداد وأعادوا وجبات الطعام، وامتنعوا من الخروج إلى ساحة النزهة. وقد اعلن أسرى سجن نفحة الاضراب عن الطعام لمدة ثلاثة أيام على التوالي، فيما تعالت اصوات الاسرى بالتكبير والهتاف احتجاجا على سياسات مصلحة سجون الاحتلال التي ردت باجراءات قمعية واقتحامات للاقسام كما حدث في قسم 6 من سجن "ريمون". وباستشهاد الأسير الترابي يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة 207 أسرى بينهم اربعة استشهدوا منذ مطلع العام الجاري وهم أشرف ابو ذريع جراء الاهمال الطبي، وعرفات جرادات نتيجة التعذيب في سجن "مجدو" ، وميسرة ابو حمدية نتيجة الإهمال الطبي، وفقا لمعطيات نادي الاسير الفلسطيني. بدورها، طالبت دائرة الثقافة والإعلام في منظمة التحرير في بيان أصدرته أمس، بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية مستقلة للتحقيق في وضع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال، واتخاذ التدابير اللازمة لإنزال العقوبات على إسرائيل، خاصة بعد استشهاد الأسير الترابي نتيجة للاهمال الطبي. كما طالبت بإخضاع حكومة الاحتلال وإدارة السجون والمعتقلات للتفتيش والرقابة والمساءلة على انتهاكاتها. من جانبهم، أعلن محامو وزارة شؤون الأسرى والمحررين، مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال وعدم المثول أمامها، احتجاجا على استشهاد الأسير الترابي، واستمرار اسرائيل في ممارسة سياسة الإهمال الطبي الممنهجة بحق الأسرى المرضى. وفي السياق ذاته استشهد، مساء الاثنين، الشاب المقدسي رامي باجس الزلباني (27 عاماً) من مخيم شعفاط شمال القدسالمحتلة، متأثراً بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع الاحتلال بالمسجد الأقصى المبارك قبل اربع سنوات. وكان الزلباني اصيب بعيار مطاطي مباشر بالصدر ما تسبب له بمشاكل صحية مزمنة في احد صمامات القلب، ورغم رحلة العلاج الطويلة التي تنقل خلالها بين عدة مستشفيات، الا انه فارق الحياة متأثرا باصابته. يذكر أن الشهيد رامي هو نجل الشهيد باجس الزلباني الذي استشهد جراء دهسه من قبل قوات الاحتلال.