حمّلت السلطة الفلسطينية أمس السلطات الإسرائيلية مسؤولية استشهاد أسير فلسطيني مريض، مطالبة بإجراء تحقيق دولي في شأن مستوى الرعاية الصحية التي يتلقاها حوالى خمسة آلاف أسير في السجون الإسرائيلية. وتوفي أمس الأسير حسن الترابي (22 عاماً) من بلدة صرة قرب نابلس، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الدم (لوكيميا) في مستشفى العفولة الإسرائيلي الذي نقل إليه منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بعد تدهور حالته الصحية. والترابي، الذي اعتقل مطلع العام الحالي، هو الأسير الثالث الذي يستشهد هذا العام، إذ توفي عرفات جرادات في شهر آذار (مارس) الماضي، والأسير ميسرة أبو حمدية في حزيران (يونيو) إثر إصابته بمرض السرطان. وحمّلت منظمة التحرير الفلسطينية اليوم إسرائيل مسؤولية وفاة الترابي، وذكرت في بيان «أن تعمد سلطات الاحتلال إهمال الأسير وتركه يصارع الموت لأشهر طويلة يعتبر جريمة ضد الإنسانية مع سابق الإصرار والترصد وخرقاً صريحاً للقانون الدولي والبند 91 من اتفاقية جنيف على نحو خاص». وقال وزير الأسرى عيسى قراقع إن 26 أسيراً فلسطينياً يعانون من مرض السرطان في السجون الإسرائيلية، محملاً السلطات المسؤولية عن حياتهم. وقال إن الأسير الترابي اعتقل في كانون الثاني (يناير) الماضي وهو يعاني من اللوكيميا. لكن سلطات السجون، التي تعرف ذلك، لم تقدم له العلاج اللازم ما أدى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته. وأضاف أن السلطات الإسرائيلية نقلته إلى المستشفى بعد انهياره داخل السجن قبل حوالى شهر ونصف الشهر، «إلا أن ذلك جاء متأخراً جداً»، محملاً الحكومة الإسرائيلية عن وفاته، واتهمها بأنها «لا تقدم الرعاية الصحية والعلاج اللازم للأسرى في الوقت المحدد وهي تتحمل المسؤولية عن حياتهم». وقالت محامية وزارة الأسرى هبة مصالحة إن حال الأسير الصحية تدهورت في الأيام الأخيرة، وأشارت إلى أن حسن ترك لها رسالة قبيل نقله إلى المستشفى يصف فيها تدهور حالته الصحية، وعدم اهتمام عيادة السجن به. ونقلت المحامية عن طبيب المستشفى التي نقل إليها الترابي قوله: «إن الترابي وصل إلى المستشفى بوضع صعب جداً، إذ حدث لديه انفجار في الأوعية الدموية في المريء بدأ منذ أسابيع أو أشهر، ما أدى إلى تقيؤ كميات هائلة من الدم وتضرر بعض أعضاء جسمه التي لم تعد تعمل كما يجب». وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس «إن استشهاد الترابي مؤشر خطير إلى ما يتعرض له الأسرى المرضى في سجون الاحتلال». ولفت إلى «أسرى آخرين يعانون من أمراض مزمنة، وإن لم يتم إطلاق سراحهم فوراً فسيلقون المصير نفسه الذي لاقاه الشهيد الترابي» مطالباً بضغط دولي على إسرائيل لإطلاق سراح الأسرى المرضى كافة. وأعلن الأسرى في السجون الإسرائيلية، وعددهم حوالى 5000، الحداد على روح الشهيد حسن، وأعادوا وجبات الطعام، وامتنعوا من الخروج إلى ساحة النزهة «استنكاراً لجريمة استشهاده». وطالب الأسرى في بيان لهم بلجنة تحقيق دولية للتحقيق في الظروف الصحية المتردية في السجون. وأعلن محامو وزارة شؤون الأسرى والمحررين مقاطعتهم للمحاكم الإسرائيلية وعدم المثول أمامها أمس، «احتجاجاً على استشهاد الترابي، واستمرار إسرائيل في ممارسة سياسة الإهمال الطبي الممنهجة بحق الأسرى المرضى». وقالت الوزارة إن السجون تعيش حالة من الغليان عقب الإعلان عن استشهاد الترابي، وإن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت عدداً من السجون منذ ساعات الصباح، وخلفت عدداً من الإصابات في سجني «ريمون» و «مجدو».