دعا وزير الأسرى والمحررين في الحكومة المقالة بغزة عطا الله أبو السبح الفصائل الفلسطينية لاستئناف العمليات الاستشهادية واستخدام المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، انتقاماً لاستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية، وكوسيلة وصفها ب»الأنجع» في ردع الاحتلال الإسرائيلي ودفعه للتوقف عن جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين. وبين أبو السبح خلال مؤتمر حضرته «الشرق» في مقر وزارة الإعلام بغزة، بأن السلطة الفلسطينية مطالبة بإنهاء التنسيق الأمني مع إسرائيل. وأكد على ضرورة أن يقف المجتمع العربي والإسلامي عند مسؤولياته تجاه قضية الأسرى الفلسطينيين وما يتعرضون له داخل المعتقلات. واستشهد أبو حمدية صباح أمس في قسم العناية المكثفة في مستشفى «سوروكا» الإسرائيلي في بئر السبع. نتيجة تعنت إسرائيل في الإفراج عنه عقب تدهور وضعه الصحي، جراء إصابته بمرض السرطان في الحنجرة. ووصف وزير الأسرى في حكومة رام الله، عيسى قراقع، استشهاد أبو حمدية نتيجة الإهمال الطبي ب»الجريمة البشعة». وطالب في تصريح تلقت «الشرق» نسخة منه بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف استشهاده وتعرضه لإهمال طبي متعمد منذ سنوات. ويحمل أبو حمدية رتبة لواء في السلطة، واعتقلته إسرائيل مرات عدة، كان آخرها عام 2002 وحكم عليه بالسجن المؤبد. وحملت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل مسؤولية استشهاد أبو حمدية. وحذر الناطق باسمها، نبيل أبو ردينة بتصريح مقتضب من استمرار مسلسل القتل البطيء للأسرى نتيجة الإهمال الطبي. ومن ناحيتهم، هدد أسرى سجن نفحة الواقع في صحراء النقب بإحراق غرف وخيام السجن انتقاماً لاستشهاد أبو حمدية ولسياسة التنكيل والقمع التي تستخدمها مصلحة السجون في سجني إيشل وريمون. وأنذر الأسرى في رسالة وصلت ل»الشرق»: باتخاذ خطوات تصعيدية خلال الساعات المقبلة وقالوا: «وليستقبلنا بعدها شعبنا بالأكفان». في ذات السياق قال خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خلال مؤتمر عقدته القوى الوطنية والإسلامية بغزة: «إننا نحمل الاحتلال مسؤولية استشهاد أبو حمدية» والقوى تدرس التطورات الخطيرة في كافة السجون وستتخذ القرارات المناسبة للرد على جرائم الاحتلال بحق الأسرى». وشدد على ضرورة توجه القيادة الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية لمقاضاة الاحتلال على جرائمه بحق الأسرى. ودعا الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لتحمل مسئولياتها تجاه الأسرى، مطالباً القاهرة بإلزام إسرائيل ببنود التهدئة. ودعت الفصائل الفلسطينيين للخروج في مسيرات غاضبة احتجاجاً على سياسة إسرائيل بالتعامل مع الأسرى فيما أقامت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس جنازة عسكرية للشهيد أبو حمدية، فيما اشتعلت مدينة الخليل بالمواجهات بين الشبان الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين. وارتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 207 شهداء عقب استشهاد أبو حمدية، فيما استشهد في 23 من فبراير الماضي الأسير عرفات جرادات من بلدة سعير شمال الخليل عن عمر ناهز 30 عاماً في سجون الاحتلال أثناء التحقيق معه بعد اعتقاله بأسبوع.