يشتكي كلا الزوجين من نزق أخلاق صاحبه وعدم صبره وتحمله للنقاش ومن سرعة غضبه عندما تبدأ معه آلام عرق النسا والحقيقة ان لا لوم على أحد يشتكي من ألم عصبي تطيش مع لسعاته العقول والأحلام ويسبب كآبة وعزلة عن المجتمع فألم عرق النسا لمن لا يعرفه شديد جداً خصوصاً مع طول الوقوف!! ومعاناة المريض به مع الأطباء أشد وأنكى، فهو يذهب إلى طبيبه يشتكي ألما حارقاً في أسفل الظهر ويمتد إلى أحد الأوراك ثم أسفل إلى الساق وربما شع الألم إلى أصابع القدم وقد يترافق بنوع من الخدر والتنمل ولسع حارق كالنار، ولأن الطبيب لا يملك الوقت الطويل لكثرة المرضى خارج العيادة ، فربما لن يكلف نفسه عناء الفحص السريري، وسيبادر إلى طلب الأشعة والتحاليل، وبعد خروج الأشعة سوف يخبرك الطبيب بنتيجة الأشعة التي كفاه إياها قارىء الأشعة المختص بكتابتها في تقريره، ثم يأتي دور الطبيب الذي يكتب لك تركيبة من الأدوية المسكنة والمرخية وحقن الكرتيزيون وبعض الفيتامينات، وربما أيضا صرف لك دواء نفسياً مضاداً للاكتئاب أو مضاداً للإختلاجات والصرع وما أكثر مايفعلون، حتى تستطيع أن تتأقلم مع الألم قسرياً، ولو على حساب الانتكاسات الصحية والنفسية المتوقعة من استخدام هذه الأدوية القوية.. وقد تتفاجأ بأن طبيبك يخبرك بأن عمودك الفقري سليم جدا، فلا انفتاق في الدسك ولا تضيق في القناة الشوكية، ولكنه لا يخبرك بالسبب المحتمل بعد ذلك جهلاً منه أو استخفافاً، وسيطلب منك تخفيف وزنك وعمل بعض الرياضات والبعد عن ضغوط الحياة .. ولا أدري لماذا يتجاهل الأطباء السبب الثالث في آلام عرق النسا، وأقصد به متلازمة العضلة الكمثرية، رغم ان آخر الاحصاءات تتحدث أنها تمثل نسبة تصل إلى عشرين بالمئة من شكوى ألم عرق النسا، هذه العضلة تقع ضمن مجموعة عضلات داخل الآلية، وتمتد من آخر العمود الفقري إلى أول عضمة الفخذ لتساعد في التفاف الحوض إلى الداخل والخارج، وعندما تتضخم هذه العضلة الصغيرة ولو بنسبة صغيرة فإنها تضغط على العصب الوركي الحساس جداً فيتهيج العصب ويشع آلما في كل اتجاه ويسبب ألماً يشبه ألم عرق النسا، ولذلك يسمى بعرق النسا الكاذب، والمهم هنا معرفة أسباب تضخم هذه العضلة أو تشنجها وتقاصرها، الأسباب كثيرة أبرزها الضربات والصدمات المباشرة، وكذلك الجلوس على أرض غير مستوية كالجلوس على حافظة النقود في الجيب الخلفي أو الجلوس فترات طويلة على كرسي العمل دون حركة، كذلك التمارين الشاقة كصعود الدرج أو الدراجة الثابتة، ومن الأسباب الالتفاف السريع على الركبة بسبب الانزلاقات أو السقطات على البلاط، أو التعرض للهواء البارد أو الماء البارد على الرجلين، كل هذا يجعل العضلة تعمل بطريقة لم تهيأ لها اصلأ فيصيبها التقلص والتقصر فتضغط على العصب الوركي كما قلنا.. وعلاج هذه المتلازمة العضلية لا يتعدى سوى بعض تمارين الاستطالة لهذه العضلة وقليل من التدليك لها والتدفئة، دون هذا الحشد من الأدوية التي ضررها بلا شك أكثر من نفعها، والعجيب ان هذه التمارين موجودة في صلاتنا اليومية التي أصبحنا لا نحسن أدائها كما أمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، ستجدها في الركوع المستقيم مع شد الركبة والطمأنينة وستجدها في السجود مع مد الظهر والمجافاة مابين الذراعين، وستجدها في التورك في جلسة التحيات آخر الصلوات الثلاثية والرباعية، ممارسة هذه التمارين لمدة سبع دقائق يوميا كفيلة بالتشافي من الألم، وكافية لإرخاء العضلة كإجراء وقائي، وعلى دروب الخير نلتقي ...