دشن القادة الاتراك في مراسم احتفالية أمس في اسطنبول، اول نفق للسكك الحديد تحت البوسفور يربط بين الضفتين الاوروبية والآسيوية للمدينة، في مشروع عملاق تعتبره السلطات "ورشة القرن". فبعد اعمال استمرت تسعة اعوام، سيتيح نفق مرمراي الذي يبلغ طوله 14 كلم من بينها 1,4 كلم تحت الماء، الربط بين القارتين المطلتين على البوسفور. وسينقل القطار عبر هذا النفق اول الركاب من آسيا الى اوروبا على امل تسهيل التنقل بين القارتين، في رحلة يقوم بها يوميا ملايين الاسطنبوليين. وفي اغسطس الماضي، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وهو خلف مقود القطار الذي قام بأولى التجارب في النفق تحت بحر مرمرة ان "حلماً عمره عقوداً يتحقق". واضاف ان "هذا المشروع حلم عمره 150 عاماً.. أجدادنا فكروا فيه ونحن نفذناه". وطرح السلطان العثماني عبد المجيد فكرة حفر نفق تحت البوسفور للمرة الاولى في 1860. لكن انعدام الوسائل التقنية والاموال الكافية، حالا دون خروج تلك الفكرة الى حيز التنفيذ. واعيد طرح المشروع في التسعينات، مع الانفجار السكاني لاسطنبول التي تضاعف عدد سكانها منذ 1998 وتجاوز 15 مليون نسمة. وبفضل الدعم المالي من بنك اليابان للتعاون الدولي (735 مليون يورو)، ثم من البنك الاوروبي للاستثمار، بدأ كونسورسيوم من شركات تركية ويابانية تنفيذ المشروع في مايو 2004، وتقدر التكلفة الاجمالية للمشروع اليوم بثلاثة مليارات يورو. وكان من المفترض ان تنجز اعمال الحفر خلال اربعة اعوام، لكن اكتشاف مجموعة من الكنوز الاثرية، اوقفها فترة طويلة. واسفرت اعمال الحفر عن العثور في الاجمال على 40 الف قطعة اثرية، خصوصا على الضفة الاوروبية لبحر مرمرة. ومنها مقبرة استثنائية لحوالي ثلاثين سفينة بيزنطية تشكل اكبر اسطوال معروف حتى اليوم من القرون الوسطى.