ازدهرت، خلال العشر سنوات الأخيرة، جراحات التجميل، وأصبح هؤلاء الجراحون، الذين تخصص معظمهم في هذا التخصص، لإنقاذ ضحايا الحروق والحوادث المشوِّهة، منشغلين كل الوقت بشفط الدهون وتصغير الأنوف وتكبير الشفاه، وصار الواحد منهم لا يجد وقتاً ليحك رأسه، فقائمة الانتظار التي تصطف فيها النساء كما يصطف فيها الرجال، تأخذ في الازدياد سنة بعد سنة، مع تطور الوسائل البصرية من صحف ومجلات وقنوات تلفزيونية، والتي تروج كلها لثمرات هذه العمليات المكلفة جداً. بعض جراحي التجميل، في كل مكان في العالم، يشعرون بقدر كبير من المسؤولية الأخلاقية، فيخبرون الراغبات والراغبين في إجراء هذه الجراحات التكميلية، التي وإن اضطر عدد محدود لها، فإن البقية يجرونها للتباهي، بأن العمليات قد تنعكس عليهم سلباً في المستقبل. وربما شاهد بعضكم المرأة الأمريكية التي تحوَّلت إلى مسخ بسبب الجراحات الكثيرة التي أجرتها لتجميل وجهها الذي لم يكن يعاني من شيء في الأصل. البعض الآخر من الجراحين، وفي كل مكان في العالم، لا يعبأ الا بما سيقبضه من الراغبة أو الراغب في إجراء عملية التجميل، وسواء انتهى بهما المظهر إلى ما يريدان أو إلى عكس ما يريدان، فإن ذلك لا يعنيه مطلقاً. ولذلك نسمع أو نقرأ عن ضحايا تم تشويهم على أيدي جراحين.