انقضى حج هذا العام بحمد الله، وعادت جموع غفيرة من الحجاج الى ديارهم بسلامة الله وحفظه بعد ان أدوا الشعيرة وقضوا نسكهم، وقبل الحج بأيام، وخلاله، وبعده انبرى عدد من الزملاء الكتاب للحديث عن التغطية الإعلامية للحج بشكل عام، وما يهمني هنا هو الحديث عن هيئة الإذاعة والتلفزيون التي نالها النصيب الأوفر من النقد على العكس من الصحافة المكتوبة التي كان نصيبها من النقد أقل لأن من ينقد هو من يكتب. هناك من أنصف، وهناك من أجحف، وكلهم لدينا محل تقدير واحترام، ولكن دعوني هنا أطرح بعض الرؤى لعلها تكون مرتكزاً للحديث عن المقالات العديدة التي كتبت. الحديث عن التغطية الاعلامية للحج أصبحت لدى البعض عادة مستدامة، والبعض يكرر ما كتبه العام الماضي لأنه لم يجد ما يكتب عنه واكتفى بالعموميات دون المراقبة الدقيقة اللازمة للحكم على الاشياء بموضوعية. لابد لكل من أراد الكتابة أن يفرق بين تغطية القنوات التلفزيونية والمحطات الاذاعية التابعة للهيئة، وبين مثيلاتها الاخريات، فالأخيرة وإن كانت مطالبة بالمواكبة في التغطية، إلا انها لا يمكن ان تصل الى مرحلة المسؤولية الكبيرة في تغطية الأنشطة والفعاليات التي لزاما على هيئة الاذاعة والتلفزيون القيام بها بصفتها الرسمية واعتماد الكثير من القنوات والمحطات العربية والعالمية على ما تبثه من تغطيات لتنقلات الحجاج وأداء النسك. هناك من انتقد ظهور المسؤولين، وهناك من انتقد البرامج الدينية، وهناك من تحدث عن الرتابة والنمطية، وهنا نقول كيف لنا ان نسلط الضوء على انشطة القطاعات دون أخذ المعلومة من مسؤوليها، وكيف لنا أن نتحدث عن خطط سير الحج دون أن نستضيف رجال الامن وقادتهم، وكيف لنا أن نوعي الحجاج بأحكام الحج دون الاجابه عن تساؤلاتهم من قبل العلماء والمشايخ الذين نستضيفهم؟ من تحدث عن النمطية فلعله يريد أن لا تنقل على الهواء صلاة الظهر والعصر من مسجد نمره ونفرة الحجيج من عرفات ووصولهم الى مزدلفة، أو لعله لا يريد نقل رمي الجمرات والطواف والسعي. مثل هذه الشعائر الدينية ليس من الملائم الخروج عن العرف السائد في نقلها وإدخال برامج وثائقية أو لوحات خلال بثها. المناسبة دينية بحتة والبث للعالم بأجمعه، فالكل يرقب ما يفعله الحجيج بروحانية وشوق وهنا لا مجال للاجتهاد المبالغ فيه وإن كان المجال يتسع بين فينة وأخرى لإدراج بعض الفقرات المعلوماتية عن الحج والشعائر. أحدهم - سامحه الله - كتب أن قنواتنا لم تنقل المؤتمر الصحفي الذي تعقده يوميا الأجهزة المعنية ذات العلاقة بخدمات الحج، وأن قناة الاخبارية هي القناة الوحيدة التي قامت بالنقل وبينت خدماتنا للحجاج، وهنا أقول لمن كتب هذا هل هي مطالبات بان ننقل هذا المؤتمر على الإخبارية والاولى والثانية والثقافية والاقتصادية وأجيال والقنوات الرياضية الست حتى ألبي رغبته! وهل خدماتنا للحجيج هي في هذا المؤتمر؟ وللمعلومية فقط فبعد نقل هذا المؤتمر حيا على الهواء تم ادراج محتوياته في نشرات الاخبار في القنوات الاخرى أكثر من مرة. شاهدت العديد من التقارير الإخبارية التي نقلتها قنوات أخرى فلم أر فيها شيئا يفوق الوصف وكل ما هناك وصف لتحركات الحجيج من مراسلين بعضهم تعجز عباراته عن وصف ما يرى، ولكن كما يقال (زامر الحي لا يطرب). الحديث يطول، وأنا هنا لا ادعي ان هيئة الإذاعة والتلفزيون قامت بما هو مطلوب منها على اكمل وجه فهناك قصور ولكن لا نقبل اختزال ما قمنا به من جهد في الاذاعة والتلفزيون، وسيكون المستقبل احسن حالا إن شاء الله..