من الايجابيات المميزة للتغطية الفضائية للحج التنافس في تقديم تقارير اخبارية مميزة تتناسب مع اهمية شعائر الحج، والحقيقة من خلال متابعة قريبة من الحدث، لاحظت ان تصنيف التغطيات لهذا العام لا يتناسب بالفعل مع الامكانات المتوفرة لاعداد مادة تلفزيونية بشكل احترافي. فتفاجأت باستمرار التغطيات التقليدية لقنواتنا الرسمية والتركيز بشكل كبير على المسؤول اكثر من الحدث، والتكرار هو عنوان هذه التغطيات، والتي نشاهد فيها الارتجالية بشكل يدعو للدهشة، والمصيبة الاكبر ما شاهدته من احدى القنوات التي تعتبر من اوائل القنوات العربية حيث سقطت بشكل ملفت اثناء تغطيات الحج، فشاهدت ضعفا لتجارب المذيعين في هذه المناسبة الدينية الهامة، وكذلك انعدام ثقافة الكثير من مراسلي هذه القناة، حيث يظهر المراسل بصورة اشبه بالبدائية ويتحدث دون اعداد مسبق وبصورة عشوائية بكل ما تعنيه الكلمة وهذا الامر للامانة استغربه من قناة معروف عنها الانتقائية بما تقدمه وتعرضه للمشاهدين، فكان من الاجدى مراقبة ما كان يبث وتفادي الظهور غير الجيد لمراسلي القناة وظهور عدم التنسيق كذلك ما بينهم وبين الاستديو الرئيسي. على النقيض تماما واصلت قناة العربية بجهود مراسليها من الكفاءات السعودية المميزة تقديم تغطيات عالية الجودة ومتناسقة وفيها شفافية ونقد مباشر، كمسألة الافتراش وتهريب الحجاج وغيرها من السلبيات التي تحدث بالحج ويكون تناولها تقليديا وبعيدا عن التشويق في المادة المعروضة للمشاهد، فمن خلال متابعتي المستمرة لفريق طاقم العربية بالحج منذ سنوات والطاقم يقدم مادة تلفزيونية بشكل احترافي والاهم من وجهة نظري اننا في كل مرة نشهد نجومية مراسل سعودي من خلال هذا المحك الهام والذي يحظى بمتابعة تفوق اي متابعة اخرى، على مستوى عربي وعالمي. لذلك نجد ان ما يميز العربية في تغطياتها للحج انها تتعامل مع المناسبة كحدث هام جدا وليس مجرد تغطية او تجربة مذيعين او احيانا مجاملة مذيعين على حساب التقرير او التغطية المعروضة وعلى حساب المشاهد بالمقام الاول، وهنا ورغم الامكانات الكبيرة لدى تلفزيوننا بقناته الاولى خصوصا والاخبارية ايضا، الا ان الوصف الحقيقي لهذه الجهود يمكن اختصاره بكلمة "لا جديد"، وما يجعلنا نبتعد قليلا عن لغتنا التشاؤمية ان هيئة الاذاعة والتلفزيون السعودية بقيادة الاستاذ عبدالرحمن الهزاع سيكون لها كلمة اخرى في التحول المرتقب للاحترافية العالية والاهتمام بتقديم نقلة اعلامية تتناسب مع المرحلة التي نعيش تطوراتها المتلاحقة وهذا الامر من وجهة نظري ليس بالمستحيل، اذا قارنا ما حصل لاجهزة تلفزيون حكومية انتقلت لمرحلة تطويرية كتلفزيون دبي او ما كان يطلق عليه تلفزيون دبي. اذا التفاعل مع مناسبة الحج والتعامل معها بمهنية عالية لم يكن بالمستوى المتوقع والمأمول من الكثير من الفضائيات الحكومية والخاصة، واستمر في الوقت نفسه طاقم العربية بالسعودية بمواصلة رحلتهم المختلفة بقيادة الزميل خالد المطرفي واحترافية الزميل خالد الفاضلي ونجوم القناة الذين تعددت اسماؤهم واشتركوا بالابداع وتقديم عمل اعلامي مميز بصناعة سعودية فاخرة.