تتضاعف مشاعر الغربة داخل نفوس المبتعثين خارج الوطن مع أول أيام العيد، حيث أجبرتهم ظروفهم على قضائه بعيداً عن الأهل والأقارب والأصدقاء، وفي داخلهم الإصرار والطموح بالعودة إلى بلادهم، يحملون حصاد تعبهم في سنين قضوها بعيداً عن الوطن، حيث يبادر بعضهم بالاتصال على والده وأفراد أسرته، وتهنئتهم بالمناسبة السعيدة، ومن ثم التنسيق مع الزملاء للاجتماع وإحياء المناسبة بما يلائمها من فعاليات فرح وسرور، فيما يلجأ البعض إلى ارتداء الزي السعودي، بحثاً عن رائحة الوطن التي تخفف همّ الغربة ولوعة البُعد. وساعدت التقنية في التخفيف عن المبتعثين، حيث خصص بعضهم وقتاً من يومه للتواصل مع الأهل، يتبادلون التهاني والتبريكات والذكريات التي تساعدهم على تخفيف ما بهم من شوق للوطن، وتكتسب مواقع التواصل الاجتماعي مثل: «الفيس بوك» و»سكايب» و»إنستقرام» أهمية إضافية في المناسبات المهمة كالأعياد، إذ تمكن المبتعثين من التواصل مع ذويهم بالصوت والصورة؛ مما يخفف عنهم مرارة البعد، ويساعد على استرجاع الذكريات الجميلة للعيد، وتشهد فترة الأعياد إقبالاً شديداً على تلك المواقع لتصل إلى الذروة، نتيجة ما توفره من إمكانات الاتصال المجاني، ومن خلال إمكانية المحادثة ومشاهدة الأحبة والأصحاب بشكل مباشر، وهو ما يُقلّل من التكلفة العالية للإتصال عبر الهاتف، إذ أصبح بالإمكان قضاء ساعات طويلة من دون أي تكلفة تذكر. ويسعى كثير من المبتعثين لتجاوز هذه المشاعر، من خلال الاجتماع مع زملائهم أبناء المملكة أو أبناء الدول العربية والخليجية الشقيقة؛ مما دعا النادي السعودي والكويتي في الولاياتالمتحدةالأمريكية بجامعة «جنوب الينوي» لتنظيم مناسبة للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، في أكبر كرنفال عربي، وبحضور عدد كبير من الأُسر السعودية والكويتية، وهو ما عبّر عن صورة «الاتحاد الخليجي» عن بُعد. مشاعر الغربة وكشف «فواز العجمي» -رئيس النادي الكويتي في جامعة جنوب الينوي- عن سعادته في المشاركة بتنظيم فعالية الاحتفال بعيد الأضحى المبارك مع أعضاء النادي السعودي في جامعة «جنوب الينوي»، مبيّناً أنّ هذه الفعاليات تخفف من مشاعر الغربة التي يعيشها الطلاب المبتعثون في الخارج، حيث يعانون من البعد عن أهلهم وأصدقائهم، وتساعدهم أجواء الاحتفالات على تحمل تلك المشاعر، لافتاً إلى أنّهم حريصون على عدم الاكتفاء بالعملية التعليمية، وإنما يهتمون بعملية التبادل الثقافي مع الآخرين، متمنياً أن يكونوا خير سفراء لبلادهم. حفل إفطار وبيّن «عبدالرحمن البواردي» -رئيس النادي السعودي في جامعة جنوب الينوي- أنّ العديد من المبتعثين ساهموا في تنظيم مناسبات مصغرة للاحتفالات بالعيد، لكن احتفالات الأندية تكون أعم وأشمل، حيث يجتمع فيها أكبر عدد ممكن من الطلاب، يتبادلون التهاني والتبريكات بالعيد، ويتشاركون في مظاهر الفرح والسرور، إذ يكون هناك برنامج وجدول محدد للاحتفال بالعيد، لافتاً إلى أنّ أجواء التعاون تساعد كثيراً في خلق الألفة بين الشباب، من خلال صلاة العيد معاً، والإحتفال والمعايدة بعد ذلك، ثم المشاركة في حفل الإفطار بهذه المناسبة. أهازيج فلكلورية وأوضح «فيصل القرعاوي» -نائب رئيس النادي السعودي- أنّهم كانوا حريصين على إعداد برامج للأطفال، من أجل إضفاء روح البهجة والسرور عليهم، مبيّناً أنّ الجميع شديد الحرص على التواصل مع أهله من خلال وسائل التقنية المختلفة، عبر استخدام الاتصال المرئي، أو إرسال الصور وتبادلها؛ ليعيشوا أجواء العيد، كما يقدم بعض الشباب أهازيج فلكلورية خلال الفعاليات، منوهاً بأنّ أهالي الينوي يسألون كثيراً عن العادات والتقاليد السعودية المتعلقة بالأعياد والاحتفالات والمناسبات. فرحة الأطفال ونوّه «عبدالعزيز المهنا» بأنّ العيد في الغربة لا يمنع من الاستمتاع بلحظات الفرح، وشراء الجديد من الملابس والتعايش مع الواقع، موضحاً أنّ بعض المبتعثين اعتادوا سنوياً الاجتماع في مكان يحدده النادي السعودي الخاص بجامعتهم، وفي حال عدم تحديده يتم الاجتماع في منزل أحد الأصدقاء، من أجل تبديد مشاعر الغربة، موضحاً أنّ بعض المساجد في المدن الأمريكية يحتفل بها المسلمون بالأعياد، فالحلويات توزع والجميع فرح بلبس الجديد من الملابس، مؤكّداً على ضرورة إشراك الأطفال في فرحة العيد، خاصةً وأنّهم الأكثر تضرراً بالابتعاد عن الأهل والأصحاب. زيارات متبادلة وأكّد «محمد البصري» على أنّ العيد في الغربة مختلف كثيراً عنه في الوطن، حيث اجتماعات الأهل، ورائحة البخور في الأجواء، وكذلك تناول الحلويات، وتبادل الزيارات، مسترجعاً مشهد المصلين وهم في طريقهم للمسجد، مضيفاً: «أفتقد هذه الأجواء، أشتاق لأهلي، أشتاق لأهدي والداي هدايا العيد، حيث أكتفي هنا بالتواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، نسأل الله أن يعيد علينا الفرح والسرور لنفرح بين الأهل والأحباب». فواز العجمي وعبدالرحمن البواردي نوف و الجوهرة وريماس مع والدهم تناول الفطور في المعايدة صورة جماعية لحضور الناديين السعودي والكويتي محمد البصري فيصل القرعاوي عبدالعزيز المهنا