أمضى الطلاب السعوديون المبتعثون في أمريكا وفي مدينة بيرث في ولاية غربي أستراليا ومصر، العيد وهم يتحرقون شوقا إلى دفء العائلة والتواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء في المملكة. وأوضح كل من أحمد سليمان، فيصل السالم، وعبد الإله العلي أنهم افتقدوا دفء الأسرة واجتماعهم مع أصدقائهم في أيام العيد. وأضافوا أن الطلاب المبتعثين في مدينة بيرث احتفلوا بالعيد على طريقتهم، حيث التقوا في إحدى الحدائق العام، «الاجتماع يوم العيد متعة كبيرة تنسي المبتعث غربته وبعده عن أهله وتظهر الدين الإسلامي بمظهر منظم وتعكس روح التآلف والتسامح بين أبناء المسلمين، وهذا الاجتماع هو استمرار لاجتماعاتنا طيلة شهر رمضان على مائدة الإفطار وكل هذا الجهد والتنظيم بدعم من النادي السعودي لطلبة غرب أستراليا». وأضافوا : «يتم الاحتفاء بالعيد من خلال الاجتماعات بين المبتعثين في المساجد والحدائق العامة، مجسدين التلاحم والتواصل والتكاتف بين أبناء البلد الواحد»، موضحين أن هذه البرامج تحظى بالدعم الكبير والمتابعة الدائمة من قبل رئيس نادي الطلبة السعوديين أيمن شربيني، كما أن هناك جهودا مبذولة من قبل رؤساء الجمعيات الطلابية في الجامعات الأسترالية لإنجاح وإدارة هذه اللقاءات والإشراف عليها، كما يتخلل اجتماع الطلبة السعوديين أداء صلاة العيد والتي تشهد إقبالا كبيرا وحرصا على أدائها حتى من قبل الجاليات المسلمة في أستراليا . وأوضح الطالب سليمان العنزي طالب ماجستير في الحكومة الإلكترونية في مدينة مالبورن في أستراليا أن «العيد ليس له طعم بدون الأهل والأصدقاء، وخصوصا اجتماع العائلة في منزل الجد وتبادل التهاني والتبريكات بالعيد، كما أنه ليس له طعم عندما أكون بعيدا عن والدي ووالدتي، ولكن عزاءنا أن يوفقنا الله ونعود إلى أرض الوطن». وقال الطالب محمد حسين والذي يدرس في جمهورية مصر العربية في جامعة مصر الدولية تخصص علوم بحرية في جامعة الإسكندرية، إن «العيد لا تحس به وليس له أي طعم بعيدا عن الأهل والأصدقاء، والغربة تشعر بها منذ خروجك من بلدك وابتعادك عن أهلك، وهذا العيد هو الثالث الذي أقضيه بعيدا عن أهلي وأصدقائي». وفي أول عيد لها خارج الوطن تقول الطالبة ندى الجهني، والتي سافرت إلى بريطانيا من أجل إكمال دراسة الماجستير، إن «هذه أول شهور الغربة وهذا أول عيد فطر لي خارج المملكة، ولا أعتقد أنه سيكون عيدا أبدا، ولا أعلم كيف سأقضيه في بلد ليس لي فيه أهل ولا أقارب ولكن تقنية الإنترنت ساهمت في تقريب المسافة، فبرامج الماسينجر والسكاي بي وغيرها من وسائل الاتصال المرئي والسمعي بواسطة الكاميرا والمايكروفون قربت المسافات». وقالت الطالبة المبتعثة في أمريكا فرح سلمان، إن «العيد ليس له طعم خارج حدود الوطن، ولكن هذه ضريبة السعي وراء المستقبل التضحية بأشياء على حساب أشياء حتى نعود بالعلم والمعرفة لخدمة وطننا»، موضحة أن «هذا العيد هو أول مرة أقضيه بعيدا عن أهلي»، وعن دور تقنية الإنترنت في معايدة الأهل والأصدقاء، تقول: مهما حصل فلا يكون مثل شعورك بالسعادة وأنت تقبل رأس والدك ووالدتك وتهنئهما بالعيد. رئيس نادي الطلبة السعوديين في ولاية غرب أستراليا أيمن شربيني قال إن «مثل هذه التجمعات تحظى باهتمامنا ولها أهداف سامية، فهي فرصة للتعارف بين الطلاب السعوديين وحل المشكلات وتبادل الخبرات، كما يتخلل الاجتماع في العيد نصائح وإرشادات من قبل الطلاب الأقدم في الولاية»، موضحا أن الأندية الطلابية لم تنشأ إلا لهدف لم شمل الطلاب في الغربة والحد من المشاكل النفسية والاجتماعية التي يواجهها الطالب. وأضاف الشربيني «من هنا نحاول إيجاد أجواء تساعد الطلاب على التغلب على الشعور بالغربة وتقدم لهم الدعم المعنوي».