طالبت الحكومة الباكستانية حركة طالبان المحلية بضرورة الاعتراف بكيان الدولة الباكستانية وقبول عرض المصالحة التي طرحها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمام الحركة للحد من العمليات الإرهابية. جاء ذلك على لسان رئيس وزراء إقليم البنجاب الباكستاني شهباز شريف بمناسبة أقامها بمدينة لاهور بشرق باكستان للإعراب عن حزنه العميق تجاه الأعمال الإرهابية التي وقعت خلال أيام عيد الأضحى المبارك وأسفرت عن مقتل إسرار الله كمدا وزير القانون في حكومة إقليم "خيبربختونخواه" الشمال الغربي من باكستان، حيث أعرب عن بالغ حزنه تجاه تلك العملية موضحاً بأن العدو لم يرحم أهدافه حتى أيام العيد. وأضاف شهباز شريف بأنه ينبغي على حركة طالبان الباكستانية أن تتجاوب مع عرض المصالحة الذي تقدم به نواز شريف مع الاعتراف بالكيان الباكستاني. هذا وقد حث شهباز شريف الشعب الباكستاني بالوقوف جنباً إلى جنب لمكافحة آفة الإرهاب والتطرف، وذلك من أجل تقدم وازدهار باكستان. هذا وكانت حركة طالبان الباكستانية قد قدمت شروطاً تعجيزية أمام الحكومة الباكستانية مقابل إتمام المصالحة، كان أبرزها مطالبتها برأس الرئيس الباكستاني الأسبق الجنرال المتقاعد برويز مشرف وسحب القوات العسكرية الباكستانية من منطقة القبائل الباكستانية مع الإفراج عن كافة المعتقلين من صفوف حركة طالبان الباكستانية والأفغانية وعناصر أخرى من تنظيم القاعدة من مختلف الجنسيات المحلية والأفغانية والعربية والمحتجزين في مختلف السجون الباكستانية. إلا أن الحكومة الباكستانية ردت عليهم بقائمة مماثلة تتضمن استراتيجية أكثر إيجابية تنسجم مع مستقبل مقاتلي حركة طالبان الباكستانية. من ناحية اخرى أكد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف على ضرورة تشكيل قوة أمن جديدة في باكستان للتغلب على ظاهرة الاغتيال المستهدف والاختطاف مقابل الفدية وأخذ الإتاوات المنتشرة في مختلف المناطق الباكستانية انطلاقاً من مدينة كراتشي الساحلية الواقعة في أقصى جنوبباكستان. وأضاف بأنه لن يتساهل مع كل من يفشل من أفراد قوى الأمن الباكستانية في تنفيذ الأهداف الأمنية الموكلة إليه، وذلك من أجل أمن وسلامة باكستان. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أثناء ترؤسه لاجتماع أمني رفيع المستوى عقد بشرق باكستان حضره وزير الداخلية الباكستاني وعدد آخر من كبار المسؤولين الحكوميين والأمنيين والعسكريين الباكستانيين، حيث أوضح بأن مسؤولية الحفاظ على أرواح وممتلكات المواطنين الباكستانيين تقع على عاتق قوات الأمن الباكستانية وفي مقدمتها الشرطة. وأكد نواز شريف على ضرورة تشكيل وحدة خاصة لقوى الأمن الباكستانية تكون مهمتها محاربة الجرائم التي انتشرت في المجتمع الباكستاني خلال الفترة الأخيرة كالاغتيال والاختطاف والجرائم الأخرى مؤكداً على ضرورة نزع هذه الجرائم من جذورها لفرض السلطة الحكومية والقانون على العناصر الإجرامية. هذا ويسعى نواز شريف منذ وصوله إلى سدة الحكم في باكستان للقضاء على الإرهاب الداخلي من أجل تنفيذ مشاريع اقتصادية وتجارية ضخمة في باكستان من بينها ميناء "جوادر" الواقع في جنوب غرب باكستان، إضافة إلى جلب الاستثمارات الأجنبية التي تراجعت من باكستان بسبب تدني الظروف الأمنية وخصوصاً في عاصمة المال والتجارة الباكستانية مدينة كراتشي خلال العقد الأخير من التاريخ الباكستاني.