أعلن رئيس فرع المهجر بهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي السورية، هيثم منّاع، إن أسماء وفدها لمؤتمر «جنيف 2» باتت معروفة، لكن المشكلة ما زالت تتمثل بوفد الإئتلاف السوري المعارض. وقال منّاع، امس، «إن الائتلاف السوري المعارض يعاني من مشاكل داخلية ومن التخبط في العلاقة مع العديد من الجماعات المسلحة ولم يصل بعد إلى تحديد الشكل والمضمون لوفده إلى مؤتمر (جنيف 2) وبرنامج المشاركة، ونظن أن دعوته إلى اجتماع أصدقاء سورية في لندن الأسبوع المقبل تهدف إلى استكمال ما لم يتم الاتفاق عليه بعد في اسطنبول». واضاف «أظن أن الائتلاف السوري المعارض أمام القرار الأهم منذ تأسيسه قبل نحو عام، وهو ليس القرار الأهم بل الاختيار الأهم لأنه يمس مباشرة مستقبل سورية، ووقف الصراعات العبثية في عدة أماكن، واعادة موضعة أطراف الصراع بين ذاك المؤيّد للحل السياسي وذاك المصّر على الخيار العسكري». وأشار إلى أن «المشاركين من الهيئة الكردية العليا أصبحوا معروفين وتحددت معالمهم وكذلك الاقتراحات المتعلقة ببقية المعارضين السوريين». وتمنى «أن تكون هناك حكمة وعقلانية وقليلاً من التواضع، حتى نتمكن وفي أسرع وقت ممكن من تشكيل وفد المعارضة الوطنية السورية المشتركة إلى جنيف»، مشيراً إلى أن الذهاب إلى جنيف «يعني مباشرة العملية السياسية الانتقالية ومن المفترض تحديد خطوات واضحة لها وجدول زمني». وقال منّاع «هناك قناعة الآن لدى الأطراف غير المستعجلة سابقاً بأن تأخير عقد (جنيف 2) لم يعد يصب في صالح حلفائها، وبالتالي فهي تدفع إلى عدم التأجيل لأنه سيكون على حساب ما يتأملونه منه، وواجبنا كمعارضة ديمقراطية مدنية التوصل في أسرع وقت إلى اعلان مبادئ مشترك يحدد السمات الأساسية لسورية الغد، وينقلنا من جديد إلى موقع المبادرة وعدم الانتظار والسلبية». وشدد على ضرورة «أن يركز هذا الاعلان على الالتزام بسيادة سورية واستقلالها ووحدتها الوطنية وسلامة أراضيها، مع تأكيد الالتزام التام بقراري مجلس الأمن الدولي حول سورية، والتأكيد دائماً على اعلان وقف الأعمال المسلحة تحت مراقبة الأممالمتحدة، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين والمخطوفين والمفقودين». واعتبر منّاع أن تلك الاجراءات «أساسية لاعادة الاعتبار للفضاء السياسي والحل السياسي، مع السماح الفوري لمنظمات الاغاثة بالعمل بحرية تامة على جميع الأراضي السورية طبقاً للقانون الدولي الإنساني». وحول اجتماع أصدقاء سورية في لندن الأسبوع المقبل، قال منّاع «نتمنى على مؤتمر الدول الرائدة في لندن تبني فكرة وفد معارض متعدد دون أي ترجيح لأي طرف على آخر، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتوحيد وفد المعارضة السورية إلى جنيف 2»، محذراً من «أن اختيار أي طرف واعطائه مكانة على حساب غيره سيؤثّر مباشرة على فكرة وفد المعارضة الموحّد». وكانت هيئة التنسيق الوطنية المعارضة قاطعت اجتماعات مجموعة أصدقاء سورية منذ انطلاقها قبل نحو عامين. وأكد منّاع أنه «لم توجه أية دعوة للمعارضة السورية والأطراف الحكومية المشاركة في (جنيف 2)، ولن يتم ذلك قبل اعلان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، تاريخ انعقاده». وكان منّاع عقد لقاء مع المبعوث الدولي والعربي إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، في منزل الأخير بالعاصمة الفرنسية باريس استغرق زهاء ساعتين. في الاطار ذاته أعلنت الخارجية الروسية، امس، ان لقاء ثلاثياً بين روسيا والولايات المتحدةوالأممالمتحدة قد يعقد في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل تمهيداً لمؤتمر «جنيف-2» الخاص بسورية. وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في حديث مع وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن استعداد بلاده «لإبداء مرونة فيما يخص المواعيد والحضور.. عندما سيتوصل المشاركون الآخرون إلى توافق بهذا الشأن». وأضاف «من الممكن أن يعقد هذا اللقاء في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر» المقبل. وأشار إلى أن هناك عملاً يجري عبر القنوات الدبلوماسية للتنسيق بشأن اللقاء المحتمل تمهيدا لمؤتمر «جنيف-2»، معتبراً أن المهمة الأولية ليست تحديد موعد معين للقاء التمهيدي، بل التوصل إلى تفاهم حول كيفية عقد المؤتمر وتمثيل الحكومة والمعارضة فيه. وكان المتحدث باسم الخارجية، الكسندر لوكاشيفيتش، قال إن تحديد موعد لعقد مؤتمر دولي للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، هو من مهام الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. بريطانيا تؤكد انعقاد مؤتمر (جنيف 2) حول سوريا الشهر المقبل في لندن أعلنت وزارة الخارجية البريطانية امس أن الأممالمتحدة تخطط لعقد مؤتمر (جنيف 2) لإنهاء الحرب في سورية خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وقال متحدث باسم الوزارة إن مجلس الأمن الدولي «يدرس امكانية عقد (جنيف 2) يومي الثالث والعشرين والرابع والعشرين من الشهر المقبل، بعد اتفاق الدول الخمس الدائمة العضوية فيه الشهر الماضي على عقده بحلول منتصف تشرين الثاني/نوفمبر المقبل». وشدد المتحدث على «أن الأممالمتحدة، التي تقود العملية، هي التي ستحدد موعد انعقاد المؤتمر». وأضاف «أن (جنيف 2)، وبعد نحو عامين وستة أشهر من الصراع الدامي، يمثّل أفضل فرصة لتأمين الانتقال السياسي إلى سورية ديمقراطية تتمتع بالتمثيل، والسبيل الوحيد لتجنب حرب أهلية طال أمدها والمزيد من الخسائر المروعة في الأرواح».