لا يقتصر موسم الحج على أداء المناسك التي فرضها الله جل وعلا، وإنما يتعدى ذلك إلى البيع والشراء، إذ تجذب الحاج والقادم لأداء مناسكه أصوات الباعة من بعيد وخاصة الباعة الموسميين اصحاب البسطات، وينقسم أصحاب البسطات من الباعة إلى محليين مستقرين سواءً من أهالي مكةالمكرمة أو باقي مناطق المملكة، وإلى باعة من ضيوف الرحمن الذين قدموا لأداء مناسك الحج وعرض بضائعهم التي قدموا بها من بلدانهم ويتعدى ذلك إلى طبخ مأكولاتهم الخاصة بهم. ويبيع أصحاب البسطات على الحجاج وبعض العاملين في الجهات العاملة في موسم الحج، ويعد الطعام الذي يتم تجهيزه على الأرصفة ملوثاً وفاقد للاشتراطات الصحية، إلا أن الزبائن يصرون على الأكل بهذه الطريقة غير الصحية رغم جميع النصائح والتحذيرات التي تقوم بها الجهات الصحية والتوعوية بالحج. ويلاحظ الحاج خلال تنقله في المشاعر المقدسة باعة التجارة الموسمية، المنتشرة في شارع صدقي، بائعات وبائعين من عدة جنسيات، يفترشون الطريق للبيع عليه، غير مبالين بمن حولهم، من جانبها أوضحت البائعة الأفريقية آيمة ساروي أنها تجيد الطبخ وتريد أن تطلع الجميع على مأكولات بلادها إلى جانب جنيها بعض المبالغ، مبينة أنها تسعى إلى أن تحصل في الحج القادم على محل " كشك " نظامي لتتمكن من ابراز مهاراتها في الطبخ بشكل أوسع، وعلى الجانب الآخر تجلس إحدى ضيفات الرحمن على أحد الأرصفة لعرض بضائع أحضرتها معها من بلدها عبارة عن أغطية للرأس وحقائب نسائية وتجاورها على الرصيف أخرى تبيع "محارم الصلاة" على الحجاج، إلى جانب بيعها ملابس الأطفال كهدايا حج. وأبان البائع السعودي صالح الذي يبيع الشاي بجوار كوبري الجمرات الرابع أنه يعمل في هذه المهنة منذ 3 سنوات، معللاً عدم اقتناءه لمحل نظامي أن الاشتراطات لاستئجار محل لا تنطبق عليه، وأنه لا يستطيع ترك هذه المهنة، مشيراً إلى أن هناك اقبالاً كبيراً من الحجاج والمارة على الشراء من بسطته الصغيرة التي يقف عليها يوميا من بعد العصر إلى منتصف الليل، من جهتها أفادت البائعة السعودية أم خالد أنه في موسم الحج تكثر الخلافات بين البائعات في البسطات، مرجعة السبب إلى ازديادها في موسم الحج، مشيرة إلى أن سبب ذلك رغبة كل بائعة في الجلوس بمكان زميلتها مما يحدث خلافات بينهن على المكان مما يفاقم الأمور إلى أن تصل إلى تشابك بالأيادي خاصة من البائعات المخالفات لنظام الإقامة، وأكدت أنها تعتمد على عملها الحر في البيع عبر البسطات، وتشاركها الرأي أم عبدالله التي تعمل على بسطتها خلال المواسم منذ ثماني سنوات. وفي المقابل كثفت أمانة العاصمة المقدسة جهودها خلال أيام التشريق عبر زيادة عدد الفرق الميدانية لكل مركز خاصة فيما يتعلق بالنظافة والمراقبة البيئية ومتابعة برادات المواد الغذائية خلال هذه الأيام. وأوضح مدير عام المشاعر المقدسة والمواسم المهندس عارف بن عبدالله قاضي أن الأمانة قامت بزيادة الجولات الميدانية لمكافحة الباعة المتجولين وجميع الظواهر السلبية التي قد تؤثر على صحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام، وأفاد أن أمانة العاصمة المقدسة استعانت بعدد من المراقبين الصحيين المتخصصين للمساندة في أعمال الرقابة البيئية والصحية خلال أيام التشريق وذلك لضمان تهيئة الأجواء الصحية المناسبة لحجاج بيت الله الحرام، مبيناً أن الأمانة أقامت (27) مركزاً للخدمات في المشاعر المقدسة للقيام بأداء الخدمات البلدية المختلفة، إلى جانب التركيز على منطقة حول جسر الجمرات نظراً لوجود أكثر كثافة بشرية من الحجاج في تلك المنطقة وتوزيع المواقع لكل مركز لتسهيل عملية أداء الخدمات المناطة به خاصة فيما يتعلق بأعمال النظافة ومراقبة الأسواق ومتابعة المباسط الموسمية والرقابة الصحية عليها. الفواكه والخضار من أكثر المعروضات نقاش حول الأسعار