تتميز بكتيريا الإشيريشيا كولا بسمعة سيئة فالناس تعرف أنها بكتيريا قولونية ضارة تصيب الناس بالإعياء وتفقدهم الصحة وأنه لا بد من محاربتها والقضاء عليها. وبفضل ومنّة من الله فقد اهتدى مجموعة من العلماء إلى إعادة برمجة هذا الميكروب الضار ليصبح نافعاً بإذن الله لجعلها تسعى إلى محاربة مسببات الأمراض البكتيرية الأخرى. كشفت إحدى الدوريات الشهرية الصادرة عن كلية الجراحين الأمريكية والمتخصصة في علم البيولوجي المُخلّق عن إعادة هندسة بكتيريا إشريشيه قولونية نافعة قادرة على محاربة والقضاء على عديد من بكتيريا الأغشية الحيوية الضارة جدا والعنيدة بل والمقاومة لأعتى وأشد المضادات الحيوية المعروفة لدينا اليوم والتي قد تصيب أعضاء عدة في أجسادنا كالرئتين، والقناة الهضمية، والمثانة، وكذلك البكتريا التي تنمو على الأجهزة الطبية المزروعة مثل الركب الصناعية وأجهزة تنظيم ضربات وعمل القلب. يتكلم الدكتور ماثيو ووك تشانغ وزملاؤه ويشرحون أن العدوى ببكتريا الأغشية الحيوية يصعب علاجها لأن البكتيريا تختبئ بعيدا تحت حاجز وقائي من السكريات، والحمض النووي والبروتينات. كما أنها قادرة على تغير تركيبتها الخلوية الجنينة عند تعرضها لمختلف المضادات الحيوية والتي للأسف يُستخدم بشكل مفرط وزائد عن الحد والمثال الأشهر على ذلك هو بكتيريا الإم أر إي أى (MRSA). ما يجعل من 2 مليون أميركي على الأقل عرضه لخطر الإصابة بمثل هذه الآفات الفتاكة كل عام.