اللصوص جاءوا في ساعات الليل وكانوا يعرفون ماذا يريدون.وفي غضون دقائق قليلة اجتث هؤلاء نبتتين من الحديقة العامرة لأحد المنازل في هذه الضاحية القريبة من مدينة لوس انجيلوس، ثم لاذوا بالفرار عندما استيقظ صاحب البيت وأضاء مصباح الشرفة. اجمالي قيمة المسروقات: 005,3 دولار. كان اللصوص يبحثون عن شجرة السيكاد وهي نبتة شبيهة بالنخيل ومرغوبة إلى درجة ان النوع النادر يمكن أن يباع بعشرين ألف دولار أو أكثر في السوق السوداء العالمية - وبعض فصائل هذه النبتة موجودة منذ أيام الديناصورات ولكنها باتت الآن على وشك الانقراض. وقد تعرضت شجرة السيكاد (cycad) لموجة من أعمال السرقة في كاليفورنيا وفلوريدا في الآونة الأخيرة مما أثار موجة من الغضب وقليلا من الهواجس بين هواة الجمع وموظفي الحدائق العامة. ويقول توم بروم، الذي يملك مشتلاً في بولك سيتي بفلوريدا، وهو رئيس «جمعية السيكاد»، إن أحداً لم يعد يتكلم عن ما يملكه من الأشجار لأنهم خائفون. وتضم الجمعية 005 عضو في 02 بلداً وهي معنية بجهود المحافظة على النبتة. وقد شددت بعض المشاتل والحدائق تدابيرها الأمنية، إلا ان المنازل معرضة للسطو. واللصوص الذين قاموا بعملية السطو في مدينة ارورينغ كاونتي في ضاحية كوستا ميسا لم يواجهوا صعوبة في التوغل إلى الفناء الأمامي للمنزل واقتلاع شجرتي سيكاد من المجموعة المؤلفة من 05 فصيلة في الحديقة. ويبدو ان احدى النبتات كانت الهدف الواضح للعملية، فهي نبتة سيكاد طولها 021 سم من جنوبالمكسيك قدرت قيمتها بألفي دولار، ولها جذع بشكل برميل مليء بالعقد ويشبه حبة أناناس عملاقة وذات أوراق سعفية زمردية اللون. وطلب مالك المنزل عدم ذكر اسمه خشية من عودة اللصوص، وخاصة ان لديه عينة افريقية من النبتة يأمل ببيعها لدفع القسط الجامعي السنوي لأحد أطفاله. وقال: «إذا عرف أحد انني امتلك هذه النبتة فإنه سيعمل المستحيل للاستيلاء عليها». إن كل من يملك السيكاد تقريبا لديه قصة سرقة. فقد قال مالك أحد المشاتل في منطقة سان دييغو - الذي طلب عدم ذكر اسمه - انه تعرض لعمليتي سطو خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية وانه أنفق 05 ألف دولار لتعزيز تدابير أمنه. وفي شهر أيلول الماضي سطا لصوص على حديقة فيرتشايلد للأشجار الاستوائية في فلوريدا غيبلز مستغلين جلاء السكان تحسباً من الإعصار فرانسس وسرقوا 03 شجرة سيكاد. وقالت الناطقة باسم الحديقة نانيت زاباتا ان بعض أنواع السيكاد في السوق السوداء هي أشبه بقطعة فنية ممتازة - مثل لوحة لبيكاسو». ولقد أصبح الوضع سيئاً إلى حد ان البعض تخلى عن التعامل بهذه النبتة التي رغم مظهرها الشبيه بالنخيل، أقرب إلى أشجار الصنوبر. ويتحسر آرثر غيبسون، مدير حديقة الأشجار في جامعة كاليفورنيا بلوس انجيلوس: «إنك تربي هذه الأشجار ليأتي أحدهم ليسرقها ويحقق أرباحاً. انه لأمر محزن فعلاً». حديقة الجامعة توقفت عن تملك أشجار السيكاد بعد ان سرق أحدهم قسماً من مجموعتها. هناك حوالي 003 قضية لنبتة السيكاد ومعظمها مهدد بالانقراض، وهي بمعظمها نبتات استوائية أو شبه استوائية. وتوجد بعض الأنواع المرغوبة أكثر من غيرها في افريقيا الجنوبية واستراليا وأمريكا الجنوبية. ويخضع استيراد النبتة لمعاهدة دولية صارمة جدا، وبعض فصائلها لا تقدر بثمن وإذا سرقت لا يمكن عرضها. ويقول جوليان دوفال، المدير التنفيذي لحديقة كويل للأشجار في انسينتاس - والتي حصرت أثمن نبتات السيكاد الموجودة لديها داخل خيمة زراعية بعد تعرضها لعملية سطو قبل عامين: «إن عرض امتلاك شجرة مسروقة سيكون أشبه بامتلاك لوحة بيكاسو مسروقة. الكل سيتعرفون على تلك النبتة». ويشتبه مايك ماوندر، مدير حديقة فيرتشايلد في فلوريدا، إن اللصوص يسرقون النبتات لتلبية طلبيات سوق سواء دولية تعمل في مجال تزويد الجامعين في الولاياتالمتحدةوالمكسيك والباهاما وجنوب افريقيا. ويقول ماوندر ان هناك أناساً يسعون إلى جمع أندر الأنواع النادرة وهم مستعدون لدعم سوق غير شرعية لكي يحصلوا على شيء لا يستطيعون الحصول عليه عادة». وقال خبير النباتات والأشجار في حديقة كويل جيسن كوبروك ان شجرة السيكاد هي الشجرة الدارجة، والطلب عليها هائل حالياً». حديقة كويل ركبت كاميرات أمنية وزادت من عدد الحراس، إضافة إلى الدوريات الدائمة التي تقوم بها الشرطة المحلية. وفي كوستا ميسا، سحب الجامع الخاص الذي تعرض منزله للسطو أشجاره إلى أماكن لا يمكن رؤيتها من الرصيف، وأصبح أكثر حذراً في استقبال الزائرين إلى فناء داره. وهو يقول: «هذا عار لأنني أقتني هذه الأشجار لجمالها».