تكالبت ظروف تقنية معقدة ومشاكل فنية شتى محرجة لشركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات (بترورابغ) منذ بدء انتاج مصانعها أواخر 2009 حينما دشنت برعاية خادم الحرمين الشريفين معاملها لإنتاج المواد البتروكيماوية والبترولية المكررة كشراكة استراتيجية بين أرامكو السعودية وشركة سوميتومو كيميكال اليابانية، حيث تعرضت عدة مصانع للشركة لعدد من المشاكل الفنية الطارئة على مر السنوات الماضية تخللها توقف اجباري لعمليات الانتاج لعدة فترات واضطرارها لإغلاق عدد من مصانعها مراراً لعمليات صيانة غير مجدولة مما أثر قطعاً على نتائج الشركة المالية. وبالرغم من صراع الشركة المرير للتغلب على مشكلات مصانعها التقنية المتكررة الا أن ثمة ظروفا أخرى قاهرة خارجة عن إرادتها وهي تكرار حوادث الانقطاع المفاجئ لمرافق الماء والبخار والكهرباء من الشركة الموردة (راوك) والذي ساهم في العصف بكيان الشركة وزيادة أضعاف موقفها التنافسي وخسائرها الكبيرة التي سجلت في النصف الثاني من عام 2013 مبلغ (894.8) مليون ريال وكان أحد ابرز هذه الخسارة الكبيرة أعمال الصيانة الطارئة والاصلاحات التي تسبب بها حادث الانقطاع المفاجئ لمرافق الماء والبخار خلال الربع الأول. ويستمر تأزم اوضاع شركة بترورابغ قدما نحو مستقبل غير واضح باستمرار تعرضها لمشاكل الانقطاع المفاجئ لإمدادات الطاقة الكهربائية والبخار من الجهة الموردة شركة رابغ العربية للمياه والكهرباء المحدودة (راوك) الذي حصل في 11 سبتمبر 2013م، حيث تسبب الحادث في تضرر وحدة تكسير الإيثان ووحدات أخرى وإغلاقها لأعمال إصلاح و صيانة لفترة أسبوعين. وعلى الرغم من تمكن الشركة من السيطرة على تباعات الازمة وقدرتها على استئناف عمليات الانتاج لوحدة تكسير الإيثان بطاقتها الانتاجية الكاملة البالغة 95 مليون قدم مكعب يوميا، وكذلك استئناف انتاج الوحدات الأساسية الاخرى بالمجمع ألا انها واجهت بعض المشكلات والمصاحب التي تكبدت الشركة بسببها خسائر إضافية قدرت بنحو 250 مليون ريال ما يعني تأثر أكيد لنتائج الربع الثالث لعام 2013م. ونتيجة لتكرار أخطاء شركة (راوك) المتمثلة في تكرار حادثي انقطاع إمدادات الطاقة والبخار فقد وجدت شركة بترورابغ نفسها مضطرة لإنهاء اتفاقية تحويل الطاقة والمياه والموقعة مع شركة (راوك) وضرورة البدء في عملية نقل ملكية أصول شركة (راوك) إلى شركة بترورابغ سعيا من الشركة لضمان إدارة وحدات الطاقة والبخار وبقية مرافق شركة (راوك) الحالية بكل موثوقين واعتمادية لتجنب تكرار انقطاع خدمات تقديم المرافق من الطاقة والمياه والبخار إلى مجمع الشركة والذي كم ارق كاهل الشركة وزاد من مشكلاتها في وقت يتوقع ان يثمر عن هذا القرار بإنهاء الاتفاقية بعض المأثر المالية التي ينتظر أن تعلنها الشركة. وتأتي هذه الظروف المتقبلة التي اعترت مسيرة بترورابغ في وقت تمضي فيه الشركة قدما نحو تنفيذ مشروع (بترورابع2) الذي يمثل المرحلة الثانية لمشروع رابغ ويشمل بناء مجمع جديد للمواد الأروماتية، وتوسعة أحد المرافق القائمة حتى يتمكن من معالجة 30 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الإيثان ونحو 3 ملايين طن سنويًا من النفتا كلقيم، لإنتاج مجموعة متنوعة من المواد البتروكيماوية التي تحقق قدراً كبيراً من القيمة المضافة بحجم اجمالي استثمارات تقدر بنحو (26.25) مليار ريال مايعادل 7 بلايين دولار ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المشروع خلال النصف الأول من عام 2016م. ويختص مشروع رابغ-2 بإنتاج مطاط الإيثيلين بروبيلين، والبولي أوليفين الحراري البلاستيكي، وميتاكريليت الميثيل ، والمونومر، وميتاكريليت البولي ميثيل، وخلات الفينيل منخفض الكثافة من البولي إيثيلين/ الإثيلين، والبرازايلين/بنزين، والكيومين، والفينول/أسيتون. ويعتبر مجمع بترورابغ للتكرير والبتروكيماويات الأضخم من نوعه على المستوى العالمي بتكلفة 40 مليار ريال وبطاقاته إنتاجية هائلة يقارب 17.175 مليون طن سنويا من المشتقات النفطية مثل غاز البترول المسال، النافثا، البنزين، وقود الطائرات، الديزل، وزيت الوقود، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية للشق البتروكيماوي 2.4 مليون طن سنويا. ويعد مجمع "بترورابغ" مشروعاً ضخماً، حيث يعمل فيه حالياً نحو 2000 موظف، يشكل السعوديون 80% منهم.