قد لا يكون الموضوع بحاجة إلى شرح فمفتاح الخشب والأبواب الخشبية تُعرض ضمن المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية). والكثير وجد فيه إجلاء وتوضيحا لحالة الحس الأمني قديما عندنا. والفكرة تكون في ادخال المفتاح ذي الاسنان في مجرى خشبي فيه فتحات مطابقة لعدد الاسنان تسقط فيها اسنان مشابهة لاسنان المفتاح ولكن من قطعة مركبة في سطح المجرى وتكون اسنان المفتاح عند دخولها في الفتحات المخصصة سببا في اخراج الاسنان الساقطة من القطعة العليا في المجرى والمسببة منع اللسان الخشبي من الانزلاق وفتح الباب والذي يعتبر القطعة الرئيسية في قفل الباب ومنع الباب من الفتح. والابواب قديماً احجام فبعضها صغير وهي ابواب الجُصَص (مستودع لحفظ التمر) او الخوخ (وهو باب صغير في باب كبير). وبعضها يتجاوز ارتفاعه الثلاثة امتار وعرضه المترين.. وجميع تلك الابواب لها مفاتيح واقفال. والمفاتيح ايضا انواع فبعضها بسيط اي اربع اسنان متجاورة وبعضها اكثر تعقيدا كأن يكون صفين او اكثر من الاسنان. ومفتاح مدخل الرجال يحمله صاحب البيت. ويجد من يحاول فتح الباب صعوبة في إدخال يده (وهي تحمل المفتاح) في مجرى صُمم (إنشائيا) وجرى تنعيمه بواسطة الجص. فيمرر صاحب البيت يده إلى حيث يُدخل المفتاح. وقد يرى العابر صاحب المنزل يبحث عن (سن) لأن أحد الأعواد انكسر. المهم إنها معاناة، لكن الحس الأمني مهم جدا. وانتقل الناس إلى قفل الكيلون وهو قفل أظن أن اسمه جاء من الإنجليزية Key. وتحضرني طرفة حضور طالب سعودي إلى لندن، لديه الوافر من حاسة الدعابة. فقد أحضر معه مفتاح خشب، وطلب من العائلة التي سكن عندها أن تُخمّن ما عساه أن يكون. قال الأب إنه ربما كان يُستعمل من قبل النساء للف الشعر. وقال الابن قد يكون مشطا للحيوانات الأليفة أو الخيل وقالت الابنة إنه فرشاة أسنان تراثية. اعتقد أن مفتاح الخشب والكيلون أكثر أمنا من تلك البطاقات البلاستيكية ذات الرموز التي تستعملها الفنادق الآن.