تستعد افغانستان لخوض انتخابات تشريعية اساسية في الثامن عشر من ايلول - سبتمبر فتلجأ إلى وسائل تمزج ما بين العصر الحجري والتقنيات الحديثة حتى تكون مكاتب الاقتراع مهيأة لاستقبال حوالى 12 مليون ناخب بعد ستة اسابيع. وستكون هذه الانتخابات احدى عمليات الاقتراع الاكثر صعوبة التي نظمتها الأسرة الدولية حتى الآن، ولا سيما بسبب المناطق الجبلية الوعرة والنائية ومستوى الامية المرتفع واعداد المرشحين الكبيرة التي تقارب ستة آلاف. وقال جوليان تايب من اللجنة الانتخابية المشتركة التي شكلتها الاممالمتحدة والحكومة الافغانية متحدثا لوكالة فرانس برس «لا اعتقد انه سبق ان شهدت الاممالمتحدة مثل هذه الانتخابات حيث يصل عدد المرشحين على كل بطاقة تصويت إلى اربعمئة مرشح». وبالرغم من التحديات ومن مخاطر وقوع اعمال عنف يشنها متمردو طالبان الذين يضاعفون هجماتهم منذ مطلع الربيع، تعتبر السلطات ان انتخاب البرلمان والمجالس المحلية سيتم في الموعد المحدد في 18 ايلول - سبتمبر. وقال جيمس غريرسن المسؤول اللوجستي في اللجنة الانتخابية للصحافة «اننا واثقون من انه سيكون في مقدورنا اجراء العملية بنجاح وقد هيأنا العدد الضروري من الموظفين». وافادت اللجنة الانتخابية ان بعض الاقاليم الافغانية النائية لا يمكن الوصول اليها الا على ظهر الحمار، فيما ستستخدم الطائرات لنقل 135 الف صندوق اقتراع و140 الف قنينة حبر و404 اطنان من الاثاث إلى مكاتب الاقتراع ال26 الفا. وستتولى 14 طائرة شحن توزيع اللوازم للانتخابات على المناطق الافغانية، كما ستتولى شاحنات القيام ب1200 رحلة فيما ترسل تسع مروحيات إلى مناطق لا تصلها الطرقات. وقال غريرسن «ان الوضع الجغرافي يفرض علينا استخدام الجو والبر وحتى الحمير لتوزيع المعدات على جميع مناطق البلاد». وينبغي تأمين قطع اثاث حتى لهذه الانتخابات بعد ان وزعت الكراسي والطاولات التي استخدمت في الانتخابات الرئاسية الأولى في تشرين الأول - اكتوبر 2004 على المدارس المحلية. والمعضلة الاخرى التي تواجهها هذه الانتخابات تكمن في الوضع الامني مع التصعيد الجاري في حركة التمرد التي اوقعت منذ مطلع العام 900 قتيل في جنوب البلاد وشرقها، غير ان غريرسن لا يتوقع ان تؤدي مخاطر وقوع اعمال عنف إلى عرقلة العملية الانتخابية. وقال انه سيتم نشر الجيش الوطني الافغاني والشرطة الافغانية إلى جانب العسكريين الاميركيين وقوات حلف شمال الاطلسي لضمان الامن عند فتح مراكز التصويت. وكانت الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها حميد كرزاي العام الماضي جرت بدون اراقة دماء بالرغم من حملة التخويف والتهديد التي شنتها عناصر طالبان. وتخللت تلك الانتخابات اتهامات بحصول تزوير وبادلاء بعض الناخبين باصواتهم اكثر من مرة، بعد ان ازيل الحبر الذي يطلى به ابهام الناخبين لمنعهم من التصويت مجددا. وطلب منظمو الانتخابات هذه السنة حبرا من كندا يتضمن نسبة عالية من نترات الفضة لتجنب اضمحلاله عن اصابع الناخبين. وكان من المقرر اساسا ان تجري هذه الانتخابات التشريعية الأولى في افغانستان منذ نحو ثلاثين عاما في حزيران - يونيو 2004 بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأولى في تاريخ البلاد والتي ارجئت في نهاية الأمر إلى تشرين الأول - اكتوبر. غير ان الظروف الامنية ادت إلى تاجيلها إلى ربيع 2005 ثم إلى 18 ايلول - سبتمبر.